بدأت عدة فضائيات عربية الاهتمام بملف الشاذين جنسيا في العالم العربي ضمن حملات تبدو متشابكة مع ضغوط غربية على بعض الحكومات العربية لعدم اضطهاد هؤلاء الشواذ أو محاكمتهم بتهم أخلاقية باعتبار أن الشذوذ حرية شخصية. كما يتقاطع هذا الاهتمام الإعلامي العربي مع حملات إعلامية دولية أخرى ظاهرها التحذير من مرض الإيدز أو الزواج المبكر، وباطنها بدء تنفيذ مقررات مؤتمر 'بكين +10' الدولي الذي فرض على دول العالم تدريس الجنس لأبنائها في المدارس، واعتبر الشذوذ والحمل خارج الزواج والانحلال الأخلاقي أمورا غير مجرمة .
وفي الوقت الذي بدأت فيه عدة فضائيات عربية تناول قضايا الشواذ العرب في بعض البرامج، تدرج بشكل دوري منظمات حقوق الإنسان الأمريكية والأوروبية مسألة محاربة الشذوذ الجنسي ضمن تقاريرها عن 'الحريات وحقوق الإنسان' في العالم العربي. كما بدأت حملة ثالثة إعلامية على الفضائيات العربية للترويج لمشروع 'ميثاق عربي للإعلام وحقوق الطفل' يعتمد على مقررات 'بكين'.
وفي مصر، سبق بث البرامج الفضائية العربية التي تناقش حرية العلاقات الجنسية ومشاكل النساء في العالم العربي عموما حملة رسائل 'دعائية' مجهولة المصدر على الهواتف الخلوية لشبان مصريين تدعوهم إلى مشاهدة برامج 'هالة شو' على قناة 'روتانا' وبرنامج 'الحياة' أو (لايف) بقناة دريم، وبرنامج 'كلام نواعم' و'آدم' و'اليوم السابع' على قناة MBC ، وبرنامج 'المساواة' على قناة 'الحرة ' وعلى حين تطرقت غالبية هذه البرامج إلى مسائل جنسية عامة أو مشكلات غريبة تتعلق بالمرأة مثل العلاقات الجنسية، وحق المرأة في التسمي باسم أمها لا أبيها فقط، فيما ركزت قناة 'الحرة' الأمريكية في برنامج 'مساواة' الذي يدور حول 'حقوق المرأة في منطقة الخليج العربي' على مناقشة قضايا مثل: حقوق المرأة الجنسية، والعلاقات الجنسية الآمنة للمراهقين والشواذ.
ولا يمراسبوع الا ونشاهد برنامجا او ظاهرة جنسية على هذه المحطات او في اخبار وتقارير في مواقعها الالكترونية تعاقر هذه الظواهر، ويمكن فهم ذلك لو كان حدثا طبيعيا اما ان يصبح التعاطي مع هذه المواضيع امرا مقصودا وسياسة متبعة ومدرجة على برامج هذه المحطات فان لذلك معاني كثيرة، سواء سياسية او اجتماعية او دينية، واذا كان لهكذا برامج شعبية كونها تتحدث عن اهم خصوصيات الانسان فان حرية تناولها وبهذا الشكل في المجتمعات العربية والاسلامية له الكثير من الاراء بين مؤيد ومعارض، وهذا مجال لمعرفة اراء القراء بهذه المسألة، أو لنقل الظاهرة الجنسية الجديدة.
محمد البلعاوي