Tuesday, September 7, 2010

التقاليد الإسلامية في مواجهة الايدز.. سلاح ذو حدين

تقرير: ميشيل شاكالاكال / إذاعة هولندا العالمية/ أقل من 1% من مجموع السكان مصابين بالإيدز في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. حيث تشير البحوث إلى أن هذه المعدلات المنخفضة لانتشار الإيدز قد تكون لها علاقة بالنسبة العالية من المسلمين الذين يطبقون تعاليم الدين.
من بين كل التقاليد الإسلامية، هناك ثلاث ممارسات ثقافية لها أثر كبير في الحد من وباء فيروس نقص المناعة البشرية في منطقة الشرق الأوسط: الختان، تعدد الزوجات، وحظر الجنس قبل الزواج أو خارج نطاق الزواج.

التأثير الوقائي للإسلام

الختان لوحده فعال في تقليل خطر إصابة الرجل بمرض الإيدز من امرأة بنسبة 60 %. ولكنه لا يفسر كل شيء. حتى مع أخذ التأثير الوقائي للختان في الحسبان، تظل نسبة الإصابة بالإيدز منخفضة بين المسلمين.
لتفسير هذا التأثير الإيجابي، يقترح الباحثون أن الإسلام والسلوكيات المرتبطة به توفر "حصانة ثقافية"، تحمي المسلمين الذين يطبقون التعاليم الدينية من الإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية.
عن غير قصد، السلوكيات التي يحث عليها الإسلام تتفق مع أفضل سلوكيات الحماية من الإيدز. وباختصار، يبدو أن التقاليد الثقافية العريقة تساهم في تقليل فرص الإصابة بفيروس نقص المناعة.

هل الأمر هكذا بالفعل؟

حتى وقت قريب، كانت الوقاية من الإصابة بالإيدز ومعالجته تعتبران أمرين منفصلين. ولكن اليوم، اعترفت المبادئ التوجيهية للوقاية من المرض من أن معالجة الناس المصابين به هي في الواقع إحدى أفضل الطرق للوقاية من الإصابات الجديدة بالمرض. وللحصول على العلاج، على المرء الخضوع للفحص والكشف عن وضعه.

الكشف المزدوج

تقول جمانة هرمز، موظفة في منظمة الصحة العالمية في مجال الوقاية من فيروس نقص المناعة البشرية: "الكشف عن الإصابة بمرض الإيدز يكشف أمرين: أنك مصاب بالمرض من جهة، وأنه كان لك علاقة جنسية من جهة أخرى".
والكشف الثاني يتولد عنه السؤال السؤال التالي: "من أين حصلت عليه؟". وفي الكثير من الحالات، قد تكون العواقب وخيمة.

عواقب عن غير قصد

بالنسبة لغير المتزوجات، يكشف الإصابة بالمرض أنهن مارسن الجنس قبل الزواج، وقد يحوم خطر جريمة غسل العار في هذه الحالة، لذلك لا يفضلن الكشف عن ذلك.
بالنسبة لغير المتزوجين من الذكور، تكشف الإصابة بالمرض أنهم مارسوا الجنس مع عاهرة أو مع ذكر. وبالنتيجة، فقد تتنكر لك أسرتك.
وبالنسبة للمهاجرين من الرجال ممن يعملون في بلد آخر، يعني الإصابة بالمرض ليس فقط احتمال المقاطعة من قبل أسرهم، وإنما أيضاً قد يخسرون وظائفهم، ويرحلوا إلى بلدانهم الاصلية.


خلف القناع

إذن نفس التقاليد الإسلامية: حظر ممارسة الجنس قبل الزواج وخارج نطاق الزواج الذي يحمي المنطقة من معدلات عالية من الإصابة بالمرض، يمنع أيضاً المنطقة من الاستجابة بفعالية لوباء فيروس نقص المناعة البشرية/الإيدز. إلى حد ما، يقول بعض الخبراء إن "خلف القناع" توجد أزمة في توفير الوقاية والعلاج المناسبين لفيروس نقص المناعة البشرية.