Sunday, March 21, 2010

قروض "التسليف" تنقذ مرضى الإيدز ومشاريعهم آمنة



سناء فلمبان في لقاء مع منسوبي بنك التسليف والادخار

جدة: نجلاء الحربي

طمأنت رئيسة جمعية مكافحة الإيدز في جدة الدكتورة سناء فلمبان المتعاملين مع مشاريع مرضى الإيدز بأن هذه المشاريع آمنة ، مؤكدة أنها مدروسة بعناية ووفقا لاشتراطات معايير صحية لا تنقل العدوى .
وذكرت فلمبان لـ "الوطن" أن مرضى الإيدز بدؤوا في تنفيذ مشاريع صغيرة ممولة بقروض من بنك التسليف والادخار بالتنسيق مع الجمعية ، بغرض تحويلهم إلى قوة منتجة في المجتمع بدلا من عزلتهم ، موضحة أن البنك صرف الدفعة الأولى مؤخرا للمرضى المسجلين لدى الجمعية من بين 300 أسرة مصابة ، وأن هذه القروض بدون فوائد مع تيسيرات في الضمانات والسداد .

بدأت جمعية مكافحة مرض الإيدز في جدة بداية الشهر الجاري صرف الدفعة الأولى من القروض الميسرة التي يقدمها بنك التسليف والادخار للمرضى من أعضاء الجمعية, لمساعدتهم في تأسيس مشروعات صغيرة توفر لهم دخلا ثابتا وتعينهم على ظروفهم الصحية وإعالة أسرهم.
وأوضحت رئيسة الجمعية الدكتورة سناء فلمبان لـ "الوطن" أنه جرى تنسيق بين الجمعية والبنك لإقراض مرضى الإيدز قروضا ميسرة بدون فوائد مع تيسيرات في السداد من أجل مساعدة هذه الفئة من المرضى وأسرهم، باعتبار أن أسرة مريض الإيدز مريضة بالمرض نفسه جراء انتقال العدوى إلى الزوجة ومن ثم الأطفال فيما بعد.
وشددت فلمبان على أهمية هذه القروض لمرضى الإيدز, خاصة مع عدم قبولهم بسهولة للعمل في القطاع الخاص بسبب نظرة المجتمع لهم والمبالغة في الخوف في انتقال العدوى. ودعت البنوك المحلية الأخرى إلى تنفيذ مبادرات مماثلة لمساعدة مرضى الإيدز وغيرهم من أصحاب الأمراض المزمنة.
وذكرت أنه تم توقيع عدة اتفاقيات بين الجمعية والبنك لضمان التسديد في المواعيد المحددة، مع تقديم الضمانات المناسبة التي تضمن للبنك حقوقه، وهي ضمانات غير معقدة وتتمثل في استقطاع جزء من الراتب الشهري للمقترض إذا كان موظفا، أو الاتفاق على التسديد بطرق منتظمة وبشروط ميسرة.
وعتبت الدكتورة سناء فلمبان على البنوك التجارية المحلية وشركات ومؤسسات القطاع الخاص لغيابها عن دعم مرضى الإيدز بصفة خاصة وأصحاب الأمراض المزمنة بصفة عامة.
وعن طبيعة المشاريع التي يمكن أن ينفذها مرضى الإيدز ومدى مأمونيتها, حتى لا تكون مصدرا لانتقال العدوى إلى بقية أفراد المجتمع، أوضحت فلمبان أن المشاريع مدروسة بعناية وبعيدة تماما عن نقل العدوى لغيرهم، مشيرة إلى أن بعض هؤلاء المرضى لديهم شهادات وخبرات في مجالات عمل سابقة يمكن الاستفادة منها في إدارة المشروعات الصغيرة أو حتى في شركات ومؤسسات القطاع الخاص الأخرى. كما تستطيع النساء المصابات بمرض الإيدز أن يحصلن أيضا على القروض الصغيرة التي تقدمها الجمعية لتنفيذ مشاريع مماثلة مثل مشاغل الخياطة أو المصانع الصغيرة للتعليب والتغليف وصنع الحلويات وغير ذلك, واضعين في الاعتبار عند اختيار المشاريع التي لها علاقة مباشرة بأسباب نقل العدوى من خلال التعامل مع الأدوات الحادة الأخذ بالاحتياطات الضرورية. كما تهتم الجمعية بالفئات الأكثر عرضة للإصابة بالفيروس التي يندرج تحتها المدمنين للمخدرات بالحقن ومن يمارسون سلوكيات خطرة تعرضهم للعدوى.
وفيما يخص الدعم النفسي فإن الجمعية تهتم برعاية الحالات المستجدة من النساء والرجال بتقديم الدعم النفسي الذي يسهم في تماسك الفرد حتى مرور فترة الصدمة الأولى.
وذكرت فلمبان أنه يتوفر لدى الجمعية فريق مؤهل من المصابين سواء من الرجال أو النساء درب داخل وخارج المملكة في عدد من الدول التي لها خبرة في مجال مكافحة الإيدز لمساعدة المصابين الجدد.
وأشارت إلى أن حالات التسجيل في الجمعية في تزايد وقد بلغ عدد الأسر المسجلة 300 أسرة, بالإضافة إلى 150 طفلا مصابا بالإيدز أو من أسرة مصابة. وتقدم الجمعية النصح من خلال الخط الساخن أو من خلال الموقع الإلكتروني ويتم الرد على المتصل أو صاحب الاستفسار وإبلاغه بالمعلومات المطلوبة وأماكن الفحص السريع للإيدز في المملكة.
واختتمت فلمبان بقولها: تنسق الجمعية غالبا مع مركز علاج الإيدز والقطاعات الصحية لخدمة الحالات المسجلة التي تحتاج للتحويل.