معالي وزير الصحة الدكتور عبدا لله ألربيعه وفقه الله
معالي الوزير إنني من القلة القليلة في هذا الوطن الذين يمقتون تمجيد المسئولين على صفحات الجرائد فنحن نعتقد كما نردد دائما«انه لا شكر على واجب!!» فهذا عملكم معشر المسئولين ولم تعملوا لسواد عيوننا أو عطفا علينا وإنما تستلمون الأجر على أعمالكم فمن اخلص جزاء الله خيرا وحلل راتبه وكسب دعائنا له ومن قصر فراتبه حرام عليه وسوف ندعو عليه وسهام الليل لاتخطىء! ولم اسمع منذ نعومة أظافري بأن مسئولا تنفيذيا بالدولة يعمل لوجه الله!! ونحن معالي الوزير تغيرنا في سرعة البرق في عصر العولمة وثورة المعلومات ولسنا ربعكم قبل خمسين سنه!!! فأم العيال أمس وجدتها مشغولة بمقارنة الدخل القومي للمواطن الألماني مع الدخل القومي للمواطن السعودي وتسألني عن سبب تقدم الألمان علينا ونحن رجال نشاما ولدينا من الخير الكثير!! وهي لاتقرأ ولا تكتب!!
فعليكم معشر المسئولين التعامل معنا كعملاء تستوجب المصلحة إرضائهم، وابعدوا عنكم زعم بعضا منكم إن ما يقدمه المسئول للمواطن هو صدقة ومكرمة تستحق تقبيل رأس المسئول!!
معالي الوزير: إنني لست ممن يذبح الجمال والخراف عيدا لأن ابن منطقته أو إن قريبه نال الثقة وتولى المنصب، ولم أتذوق هذا الشعور لأنه لم يحتل بدويا ولا من القبيلة ولا من مدينتي مركزا مرموقا في بلادنا مترامية الأطراف، ولكني أصاب بالغثيان حقا وأنا أرى هذا الكم الهائل من التبريك والتمجيد، بهذا التشكيل الحكومي الجديد على صفحات الجرائد وارى القوم قد شمروا عن سواعدهم كل يبارك لأبن مدينته وقريته وقبيلته على أن وضع بهذا المكان أو ذاك وهذا يثير الحزن في نفوسنا على مستقبل التنمية الشاملة التي أعلنتها قيادتنا الكريمة.
معالي الوزير: إنني اختلف عن القوم وكل له من اسمه نصيب فأنا لا يهمني اسم عائلة الوزير ولا قبيلته ولا حتى عمره ولا اسم أبيه ولا مكان ولادته ولا معرفة زملائه بالدراسة وهواياته وشخصيته ولون بشرته أو مذهبه أو جنسه وما يهمني أنا وأم العيال كمواطنين هو أداء الوزير وحرصه على تحقيق أهداف وتطلعات المواطن في وزارته وتحقيق تطلعات قائد مسيرتنا يحفظه الله وعندها سأقبل رأسه على إخلاصه ووطنيته وغيرته على مواطنيه!!.
ولهذا لن أقدم لمعاليكم التهنئة وإنما أقدم لمعاليكم التعزية والمواساة على هذا الهم وهذه المسئولية التي أحاطت بكم وأعانكم الله على إجابة السؤال عندما تقف بين يدي الله جل وعلا لسؤالك عن هذه الامانه فالوظيفة يامعالي الوزير هي تكليف وليست تشريف كما يضنها بعضنا، فأعانكم الله عليها.وأرشدكم الله إلى تحقيق تطلعاتنا بعلاج الفقراء والمساكين قبل الأغنياء، والعامة قبل كبار الشخصيات، وان تلقون نظره عاجله لعدد المنتظرين على قوائم زراعة الكلى والكبد وتعويض من باع منزله أو أرضه أو سيارته، أو اخذ قرضا من البنك مضطرا لشراء كلية أو كبد مستعمله!!من احد البلدان بعد أن أقفلتم في وجهه الأبواب.
إن مستوى الرعاية الصحية في بلادنا بشكل عام وفي الأطراف بشكل خاص لا يصدق احد إنها توجد في بلادنا، وبلادنا ولله الحمد اكبر منتج ومصدر للبترول بالعالم، ولم تبخل الدولة بشيء من واجباتها ولكن التقصير يحيط بمن يتولى التنفيذ.
نقص في الكوادر وفي المعدات وفي الإمكانيات والممرضين والممرضات السعوديين عاطلين ومستشفياتنا تكتض بالممرضين والممرضات الأجانب منذ عقود وهذا لغز محير لنا أيها الوزير فهل ستتوصل إلى حل هذا اللغز؟
مواعيد لستة شهور ويموت المريض قبل موعد المعاينة، أخطاء طبية بالجملة وهي ترتقي إلى قتل العمد لوجود الكثير من منسوبيكم يحملون مؤهلات مزوره والنتيجة لجنة بعد لجنة لتنتهي إلى تعويض لا يساوي المتردية من الإبل فهل حياة المواطن بهذا الرخص في نظامكم الصحي؟ وهل من يختار الأطباء من الخارج يجيد القراءة والكتابة؟ أم أن لجانكم المبجلة تقبل الواسطات بالهند والفلبين وبعض البلدان العربية لأخذ أصحاب المؤهلات المزورة؟ أم أن من يختبر هؤلاء الدكاترة ويتولى اختيارهم يحمل مؤهلا مزورا أيضا؟؟ حقيقة ياوزير لو كلفنا مهندس كهرباء مؤهل لاختيار مهندس من أي بلد بالعالم لأحضر الأفضل لأنه صاحب تخصص ويجيد المهنة!إذا لماذا أطبائنا السعوديين يحضرون لنا نجارين بشهادات طب مزوره؟ فهذا لغز آخر في وزارتكم يحتاج رجل قدير لحل هذا الطلسم!! دعونا نعود لفراسة الرجال!! آو إحضار العرافة!! لاختيار الأطباء إذا رجالكم غير مؤهلين للتفريق بين الطبيب الصحيح والمزور!!
معالي الوزير: هنالك دولا فقيرة ولا يوجد لديها نسبة قليله من إمكانياتنا ولكن المريض يستطيع مراجعة أي مركز صحي أو مستشفى في ألدوله لأن كافة المرافق الصحية ترتبط بشبكه آلية بتقنية عاليه يستطيع أي طبيب الاطلاع على سجل المريض وما اخذ من أدويه من أي مدينة وقريه ونحن إلى اليوم يطرد المواطن من المركز الصحي والمستشفى بحجه إن ملفه بالمدينة الفلانيه أو القرية الفلانيه ولازالت وزارتكم تحارب التقنية في سجلاتها وتصر على الملفات الورقية والتسجيل اليدوي!!
هنالك ظاهره التهاب الكبد الوبائي والسرطان والفشل الكلوي ولكن الوزارة تلتزم الصمت!! ومن يظفر بكبد صينيه هذه الأيام من مرضانا فكأنما ملك الدنيا وما عليها!!
معالي الوزير: وباء السكر والضغط هل هي من خصوصيتنا السعودية؟ أم أنها لا تصيب إلا ألعامه!! أم إن هنالك أسباب يجهلها المواطن وطبعا لا تخفى على خبراءكم.
سمعنا بأن خلفكم السابق سافر إلى لندن لإجراء بعض الفحوصات الطبية فهل هذا اعتراف وشهادة من أعلى قمة بالصحة بأن مرافقنا لا تصلح ألا لعامة الناس؟ أم أن هذه الرحلة العلاجية قصد منها الإساءة إلى وزارتكم؟
معالي الوزير نجحتم في رجب عام 1423هـ بفصل التؤأمتين الماليزيتين في مستشفى الحرس الوطني وكانت عملية معقده ترأسها معاليكم واستغرقت 15 ساعة متواصلة وحققتكم انجازا علميا سجل لكم وللمملكة العربية السعودية في المحافل الدولية وهنالك عمليات عاجله عددها ثلاثة عشر عمليه ننتظر إعلان نجاحها فهي لا تقل تعقيدا عن عملية فصل التؤامتين ولكنها تحتاج إلى أدوات خاصة وجهد من نوع خاص وتقنية علمية حديثه، وتكمن الصعوبة بهذه العمليات أن لكل عملية معالجة خاصة كما إنها ليست في مكان واحد ولهذا اعرضها على معاليكم عسى أن يكتب لها النجاح على يديك.
وهي غريبة حقا وعجز عنها الكثير من إسلافك وهي تتوزع بين الأطراف والرأس والبطن والكبد والعيون ومنها ماهو بحاسة السمع وآخر بحاسة الشم واللمس والتذوق ومنها ماهو بالجهاز التنفسي وأخطرها عافانا الله ماهو بالقلب والأخطر من هذه العمليات جميعا هو ورم خبيث قديم ولكنه بدأ يزداد حجمه حديثا ويسمى بلغتنا نحن البدو!! ورم التعصب القبلي ولمناطقي والمذهبي، وإذا سألتني معالي الوزير عن أسماء المرضى الثلاثة عشر فهيL المديريات الصحية في مناطقنا الاداريه الثلاثة عشره»وما يرتبط بها من فروع فكل واحدة منها تشتكي من علة معينه ولكنهم يشتركون في مرض واحد وهو عدم إعطاء المواطن حقه في الرعاية الصحية.
معالي الوزير بعد أن تتكلل هذه العمليات بالنجاح نريد غربلة وتحريك عقول وكراسي ونفض غبار، نريد دماء جديدة، نريد مكتبا في كل مستشفى اسمه«الرقابة والجودة» وطبعا انتم تعلمون ياوزير نوعية الطعام المقدم للمرضى والصيدليات الخاوية ومستوى الأداء وخاصة عندما يكون الناس والمسئولين نيام!!
معالي الوزير: هنالك ماكياج زائف وديكور يخفي الحقائق وهو مستشفياتنا ومستو صفاتنا الخاصة وهم طبعا لا يؤمنون بشرف المهنة بقدر مايؤمنون بقيمة الفاتورة!!، ولا تنسى ياوزير بأنهم يقومون بإجراء الفحوصات لكافة ألعماله وخاصة أمراض الايدز والتهاب الكبد الوبائي والدرن والملا ريا والأمراض المعدية الأخرى تصدق ياوزير أن في نتائجهم «لم يسقط احد» وكأنهم مدارس خاصة!! ولكن ثق لو أن وزارتك قامت بالفحص فالنتيجة«لم ينجح احد» مثل مدارس زمـــان!!! وهذا ياوزيرقد يكون من خصوصيتنا لأننا زهقنا من مواطنينا فسلطنا المقيمين عليهم لنقل الايدز والالتهاب الكبدي والدرن والملا ريا لنتخلص منهم فهم غير صالحين لمشاريع التنمية القادمة!! ولكن هل فكرنا في كبار الشخصيات!! بشرني معالي الوزير: هل ستنجح هذه العمليات كما نجحت عملية فصل التؤامتين؟ آمـــين يأرب