يحزنك أن تسمع قصتها وتسوءك حالتها عندما تتحدث عن زواج دام لـ 17 سنة حاولت خلالها بكل ما أوتيت من قوة وصبر أن تدافع عن حياتها الزوجية وأن تساعد زوجها على إصلاح نفسه .. لكنها لم تفلح..
أم نايف كانت الأمس ضيفة فعاليات البرنامج التدريبي "وقايتهم مسؤوليتنا جميعاً" الذي أقامته المديرية لعامة لمكافحة المخدرات.
حزن وأسف اجتمع في صوتها وهي تتحدث عن تفاصيل زواجها.. هي فتاة يتيمة زوّجها أخاها المتعاطي للمخدرات بصديقه الذي يتعاطى أيضاً المخدرات، واكتشفت فور الارتباط به أنه مدمن..
أم نايف الفتاة اليتيمة التي افتقدت حضن الأب.. ولفظها خارجاً حضن أخيها المدمن.. رغم ظروف وحدتها وفقد المعيل والناصح أحسنت التصرف ولجأت للمديرية العامة لمكافحة المخدرات وأدخلت زوجها مستشفى الأمل لـ 9 مرات على التوالي على أمل أن يخرج منها معافى فلا يعود إلى التعاطي، لكن دون جدوى، حيث كان يعود إلى المخدرات في كل مرة يخرج منها، وفي آخر مرة أخذته إليها اتصلت بها المستشفى لتخبرها بأن زوجها مصاب بمرض الإيدز..
تقول أم نايف تملكني شعور بالحزن والخوف معاً وأنا أستمع إلى كلامهم وهم يطلبون مني الذهاب وأولادي إلى المستشفى لإجراء التحاليل للتأكد إذا كنت أنا أيضاً وإياهم مصابين بذات المرض..
اختلج صوتها وهي تروي ما حدث يومها تقول:" كنت حينها حامل في الشهر السادس.. هل تعرفون ما هو شعوري وأنا ذاهبة بأولادي لنعمل اختبار الإيدز.. إنه شعور لا يوصف..
اتصالهم بي جاء يوم الأربعاء وكان عليّ أن أنتظر يومي الخميس والجمعة حتى يأتي يوم السبت لأذهب للمستشفى..
وعندما بشرني الطبيب بنتيجة التحليل وبأني وأبنائي متعافين سجدت لله شكراً أن لم نصاب بهذا المرض".
ورغم كل ذلك استقبلت أم نايف زوجها لخارج من مستشفى الأمل بأمل جديد بأن يتبع العلاج ويبتعد عن تعاطي المخدرات ولكن دون جدوى بل طردها هي وأولاده من المنزل..
تقول أم نايف:" طردت من منزلي وبيتي أين أذهب بأولادي وما لنا من معيل وكلمة الإدمان وراءنا أينما ذهبنا ونظرات الناس تلاحقنا".
أم نايف في رحلتها تعدت مراحل كثيرة .. لجأت للمديرية العامة لمكافحة المخدرات التي ساعدتها في تأمين منزل لها ولأولادها.. إلا أن أمامها الكثير من العقبات والمشكلات في المحاكم .. فهي تريد الطلاق من زوج مدمن وزاد المصاب إصابته بالإيدز، بينما يقابل طلبها بضرورة أن تأتي "بصك هجران" أي صك ذلك ستأتي به لزوج مصاب بالإيدز ومعها ما يثبت إصابته؟!!.
أم نايف لازالت قصتها في المحاكم .. تنتظر حكماً عادلاً بعد 17 عاماً من المعاناة.. علماً بأنها لم تختر أن تصل إلى باب المحاكم وتطلب الطلاق بإرادتها.. فهل ننتظر أكثر من الإيدز والإدمان لنحكم لها بالطلاق؟!!.