الرباط- حسن الأشرف
أثارت حملة "عفتي سعادتي" التي تنظمها حركة التوحيد والإصلاح (أحد أكبر التنظيمات الإسلامية بالمغرب) جدلا وانتقادات من طرف صحف وباحثين ومراقبين رأوا في الحملة قيدا للمتعة، وفي الشعارات المرفوعة من قبيل "حجابي عفتي" و "عفتي سعادتي" خطورة تكمن في "ما تحمله من عقائد وقناعات تجعل بالضرورة النساء اللائي لا يرتدين الحجاب غير عفيفات، وبالتالي غير سعيدات".
يذكر أن حملة "عفتي سعادتي" انطلقت في شهر فبراير/شباط لتستمر زهاء أربعة أشهر، وتهتم الحملة بقضية العلاقة بين الجنسين خاصة أوساط الشباب، وتسعى للتنبيه للمخاطر والانحرافات الأخلاقية وفق قول الله تعالى: "ولا تقربوا الزنا إنه كان فاحشة وساء سبيلا..".
|
الحملة: لسنا ضد المتعة ووصف الدكتور مولاي عمر بنحماد، نائب رئيس حركة التوحيد والإصلاح، الموقف الرافض لحملة "عفتي سعادتي" واعتبار العفة قيدا للمتعة بكونه موقفا شاذا، مضيفا: "أما من لديه اعتراض أو أي انتقاد في طريقة تصريف الحملة فله الحق في ذلك".
وقال بنحماد في حديث لموقع "العربية.نت" إن أية مبادرة يُتَوقع أن يستجيب معها البعض ويتحفظ البعض وينتقدها البعض الآخر، لكن المفروض في من ينتقد أن يتحلى بشيء من الموضوعية إن كان يملك مبررا حقيقيا للانتقاد.
وزاد أستاذ علوم القرآن بجامعة المحمدية قائلا إن العفة ليست ضد المتعة، والإسلام لم يُلغ المتعة بل منح عنها أجرا كما جاء في قول الرسول صلى الله عليه وسلم: "و في بُضع أحدكم صدقة"، مضيفا أن المتعة لها مكانها الفطري المهذب البعيد عن الرهبانية وعن البهيمية أيضا.
واستطرد بنحماد "قد يقع نوع من الشذوذ لكن يبقى الاتجاه العام الذي ارتضاه الناس هو اتباع العفة لكونها قيمة إنسانية مشتركة من طرف عقلاء الناس جميعا"، مبرزا أن حركة التوحيد والإصلاح منظمة الحملة حاولت من خلالها الإسهام في التقليل من أخطار الانفلات الأخلاقي الذي تترتب عنه آفات خطيرة منها الاغتصاب والإجهاض.
واستدل المتحدث بالحملات التي تنظمها جمعيات مدنية بالمغرب للوقاية من داء "الإيدز"، حيث إن أغلب الحملات التوعوية تركز على شرط ما يسمونه "الوفاء للشريك"، وهي طريقة ملتوية- يردف بنحماد - لتسمية "العفة".
وأعرب نائب رئيس حركة التوحيد والإصلاح عن ثبات الحركة واستمرارها في تدبير حملة "عفتي سعادتي" رغم الانتقادات الرافضة لبعض الجهات المعروفة بخصومتها للإسلاميين، مبديا عزم الحركة "الدفاع عن آرائها ومواقفها المنطلقة من الكتاب والسنة". |
|
"قناعات خطيرة" وأبدت بعض الجهات والصحف بالمغرب انزعاجها وانتقادها لحملة الحركة الإسلامية، حيث كتبت صحيفة "لوجورنال" في أحد أعدادها الأخيرة أن هذه الحملة ضد المتعة، وزادت: "إسلاميو التوحيد والإصلاح لن ينتهوا عن إثارة استغرابنا".
ومن جانبه، أكد سعيد الكحل، الباحث في الجماعات الإسلامية، في حديث ل "العربية.نت" أن الحملة التي تطلقها حركة التوحيد والإصلاح هي استمرار لحملة سابقة ومتواصلة سبق وأطلقتها نفس الهيئة تحت شعار "حجابي عفتي".
وقال الكحل إن الغاية من هذا النوع من الحملات التي تطلقها حركة التوحيد والإصلاح تدخل ضمن إستراتيجية محددة الأهداف تتوخى "أسلمة" المجتمع وفق تصور الحركة، لهذا فهي تسعى بكل السبل إلى بسط توجهاتها الإيديولوجية على عموم فئات المجتمع وجعلها تتبنى المشروع المجتمعي التي تسعى إلى تطبيقه.
واسترسل الكحل: "من هنا يمكن الربط بين الحملتين والشعارين؛ فهما يصبان بعضهما في بعض، أي أن الحجاب مصدر العفة، والعفة مصدر السعادة، ومن ثمة فمن تريد سعادتها عليها الالتزام بحجابها"، مضيفا بأن خطورة مثل هذه الشعارات تكمن فيما تحمله من عقائد وقناعات تجعل بالضرورة النساء اللائي لا يرتدين الحجاب غير عفيفات وبالتالي غير سعيدات، بل إن هذه الشعارات تحمل اتهاما صريحا للنساء غير المحجبات بكونهن فاقدات العفة والأخلاق، وهذا ـ يردف المتحدث ـ يخالف الشرع نفسه ويخالف الواقع والقيم الاجتماعية". |