Wednesday, February 4, 2009

إمام مسجد وواعظة يشاركون في ورشة عمل حول الايدز 60









بمشاركة 60 من أئمة المساجد والواعظات العاملين والعاملات في الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف نظم مكتب الأمم المتحدة الإنمائي والبرنامج الإقليمي للايدز في الدول العربية وهيئة الصحة ـ أبوظبي يوم الأول من أمس ورشة عمل تدريبية حول حقوق المتعايشين مع فيروس نقص المناعة الايدز بحضور الدكتور خالد علوش الممثل المقيم لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في الدولة وعدد من المحاضرين من جمهورية مصر العربية والجمهورية العربية السورية العاملين لدى الأمم المتحدة.


الدكتور خالد علوش أكد أن برنامج الأمم المتحدة الإنمائي والبرنامج الإقليمي للايدز في الدول العربية يسعيان للوصول إلى العام 2015 دون تسجيل إصابة واحدة جديدة في الوطن العربي معزياً السبب إلى برامج التوعية والتدريب التي تقدمها الأمم المتحدة والهيئات الصحية والدينية في الوطن العربي.


وذكر إن إحصاءات الجهات المختصة في الأمم المتحدة تشير إلى تسجيل 750 ألف حالة «إيدز» لنهاية العام الماضي 2008 منها 80% لدى النساء أصبن بالمرض ضمن إطار العلاقة الشرعية مع الأزواج محذراً من خطورة ممارسات بعض الرجال في إقامة العلاقات غير الشرعية الآمنة.


وأكد علوش أهمية منح المتعايشين مع المرض حقوقهم التي أقرتها الشرائع الدينية والأخرى المدنية ومنها: الحق في الحياة والبقاء والنمو، الحق في السلامة البدنية والنفسية، الحق في عدم التمييز، الحق في احترام الحياة الخاصة، الحق في الصحة، الحقوق الاجتماعية والأخرى العمالية والمهنية والوظيفية.


وقال يعد الشخص المتعايش مع الفيروس كأي مريض ولا تعد الإصابة بالفيروس سبباً لحرمان الشخص لحقه الطبيعي بالحياة ومنها الزواج وتكوين الأسرة والعمل وتوفير العلاج والتأمين الصحي والحصول على الأدوية وتجنب الإيذاء البدني والمعنوي وعدم إجراء التجارب الطبية والعلمية عليه دون موافقته مع وجوب المحافظة على خصوصيته وسرية اكتشاف مرضه.


من جانبها أوضحت الدكتورة نوال درويش نائبة الممثل المقيم للبرنامج الإنمائي في الدولة أن الهدف من إشراك القيادات الدينية من الرجال والنساء في مثل هذه الورش نابع مما لهم من تأثير وكلمة مسموعة بين الناس ولدورهم في توعية الجمهور من مخاطر الإصابة بالمرض ومدى تأثيره على المجتمع والأسر لما يترك من آثار نفسية صعبة في كثير من الحالات.


وأكدت أهمية أن يفهم الناس أن مرض الايدز أصبح يصنف ضمن الأمراض التي تشكل خطراً على الآخرين في حال الاختلاف بالعمل والتنقل بالحافلات ما دام الأمر لا يصل إلى إقامة العلاقات الجنسية الكاملة بين المصابين وغيرهم.


ودعت أئمة المساجد والواعظات على القيام بدورهم الشرعي في توعية الجمهور والحث على الفضيلة وتجنب الوقوع في ممارسات لا شرعية مع التأكيد على حق المتعايشين مع المرض في العيش الكريم وزيادة توعيتهم في الأمور الدينية وتشجيعهم على الاستمرار في الحياة العملية والاختلاط بهم وعدم تنفير الآخرين منهم وحث المصلين من خلال خطب الجمعة والدروس الدينية والمحاضرات على مساعدة هؤلاء الأشخاص في تسيير أمور حياتهم وتوفير الحياة الكريمة لهم.


وأكدت أهمية نقل التجارب الناجحة في الدول الأخرى مع المتعايشين مع فيروس نقص المناعة (الايدز) وتعريف القيادات الدينية بكيفية الخطاب الديني الذي يهدف إلى الرفع من معنويات المصاب خاصة وأنه يدرك مخاطر إصابته بالمرض وتأثيرها على مجريات أمور حياته العامة والخاصة، مشيرة إلى ان عدد الحالات المسجلة في الدولة لا يزيد على نسبة 1% بين المواطنين.


وذكر الدكتور محمد عبدالقادر شريتح المستشار الإقليمي لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي أن التوجه للقادة الدينيين مهد جداً لأسباب تتعلق بمصداقيتهم لدى الجمهور ومقدرتهم على مخاطبة شريحة كبيرة من الأمة سواء الإسلامية أو المسيحية وما عليهم من واجب ديني تجاه الله عز وجل في إيصال الحقائق للجمهور بكل شرائحه ذكوراً وإناثاً.


وأكد أهمية منح المتعايشين مع المرض فرصة الأمل بالعيش الكريم وعدم التفريط بحقوقهم وهدايتهم لما فيه خيرهم وخير أسرهم وحثهم على الرضا بما قدر الله لهم وعلى الاستغفار والتوبة الصادقة إلى الله عز وجل وإقناعهم بالتوجه إلى الجهات الرسمية وذات العلاقة للكشف عن أنفسهم والإعلام بمرضهم لتوفير العلاج المناسب والرعاية الكريمة، مشيراً إلى ان 1% في العالم من المتعايشين بحصول على العلاج المناسب.


من جانبه قال فضيلة الشيح طالب الشحي رئيس قسم الوعظ والإرشاد في الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف، أحد حضور الورشة، ان الهيئة عندما تلقت دعوى الأمم المتحدة لعقد مثل هذه الورشة رحب بالفكرة وأوعزت لجميع أئمة المساجد في كل إداراتها بالدولة لإرسال من يمثلهم بالحضور لما لها من دور مهم في خدمة قضايا مجتمع الدولة والأمة الإسلامية جمعاء.


وأوضح أن الوعاظ هم من أهم أدوات التواصل في المجتمع والذين يسمع صوتهم خاصة فيما يتعلق الأمر بتطبيق شرع الله عز وجل والالتزام بالحرمات، مؤكداً أهمية لغة الخطاب الديني مع المتعايشين مع المرض من حيث تبيان الأسباب العلمية والمخاطر التي تتهدد من يحاول ارتكاب الرذيلة أو القيام بعلاقات غير شرعية أو الإدمان على المخدرات وخلاف ذلك مما يهدد المجتمع من أمراض اجتماعية وأخرى صحية.


وأشار إلى ان مركز الإفتاء في الهيئة يتلقى اتصالات شبه يومية من بعض الأشخاص «الذكور والإناث» الذي يبحثون عن فتاوى تبرر لهم ارتكاب المعصية وخاصة الزنا بحجة عدم الصبر على فراق الأزواج أو عدم المقدرة على الزواج وخلاف ذلك، مؤكداً أهمية تبيان المخاطر الصحية في مثل هذه الوقائع لا الاكتفاء بوجهة نظر الشرع التي تؤكد حرمة مثل هذه الأفعال.


أبوظبي ـ إبراهيم السطري