أثناء مرحلة تصوير أفلام «الساكنات في قلوبنا» كانت الصدف تنتهز أي مناسبة للتأكيد على اختلاف هذه السلسلة عن جميع الأعمال التلفزيونية العربية السابقة، كونها مجموعة من الأفلام التلفزيونية القصيرة التي تقدم قصصاً جريئة تشترك في محور واحد، هو المرأة العربية. لكن ما تم عرضه حتى الآن هو مجموعة من السهرات التلفزيونية التقليدية لشخصيات ارستقراطية تسكن في القصور الفارهة، بمعنى أنها لا تختلف عن المسلسلات الأخرى بأي شيء.
الفيلم الأول من السلسلة كان عن عائلة ثرية جداً يصاب الزوج فيها بالإيدز من خلال علاقات محرمة لينقل المرض لزوجته الحامل. في النهاية يموت الزوج الذي أدى دوره إبراهيم الحساوي بطريقة تشبه نهاية مدمني المخدرات أكثر مما هي لمرضى الإيدز، وتصاب الزوجة بالجنون.
في الفيلم الثاني كان موضوع المرأة أكثر وضوحاً من خلال امرأة شريرة، وثرية بالطبع، أدت دورها الممثلة هيفاء حسين بلهجة خليجية جديدة، ولإضفاء مسحة من الواقعية على أداء هيفاء تم حنيّ حواجب عينيها للإيحاء أكثر بأنها شريرة. في نهاية الحلقة تموت الشريرة «هيفاء حسين» بحادث سيارة لا أحد يصدق أن تصويره تم من طاقم يحمل كاميرا «HD».
في الحلقة الثالثة تتكرر العائلات الثرية مع مشهد حادث متكلف جداً ومضحك في نفس الوقت، لسيارة تقفز في الهواء وتصطدم بالأرض لتتهشم واجهتها الأمامية ثم تميل ناحية طفلة صغيرة وتدهسها ولا تتوقف إلا بالاصطدام بسيارة أخرى. في النهاية تأتي اللقطة التالية على نفس السيارة وهي تهرب من موقع الحادث.. لكن من دون أية خدوش على الإطلاق وكأنها خارجة للتو من مغسلة سيارات، نظيفة وبدون أي خدش.
كل هذه المنازل الفارهة والأصباغ التي تعلو وجوه الممثلات واللهجات المختلفة يمكن غض الطرف عنها في حالة واحدة فقط.. أن تقدم السلسلة ما وعدتنا به من جرأة في طرح قضايا حقيقية تعاني منها المرأة العربية وليس مجموعة حكايات رخيصة تمت معالجتها بذات الطريقة التلفزيونية الخليجية التقليدية. فأين الجرأة التي كان الجميع ينتظرها، لا أعتقد أنها في حكاية زوج يصاب بالإيدز ولا في مشهد حادث كرتوني.