"الإيدز" من أمراض نقص المناعة المكتسبة .. هو أحد أشد الأمراض خطراً على الإنسانية .. مثله كالسرطان وأشد منه ضراوة لأنه حتى الآن لم تجد معه مختلف العقاقير.. وأنا قرأت أن أحد الأطباء الفرنسيين قد استطاع عزل الفيروس القاتل ومحاصرته داخل المعامل حيث تتم تجربة مختلف العقاقير للقضاء عليه.
وفي مبادرة مشكورة قدم البرنامج الوطني لمكافحة "الإيدز" خدمة مركز الفحص والمشورة المتنقل .. ففي سيارة تتجول في الشوارع مخصصة للفحص يقوم المختصون بتقديم المشورة لسكان "جدة" للوقاية من هذا المرض اللعين وتجنبه.
إنها سيارة كسيارات مطاردة الوحوش في الغابة.. فهي تطارد "الإيدز" وتفحص من يتطوع للفحص لمعرفة حاله من المرض. والمتقدم لهذا الفحص لا يقدم أي بيانات عن اسمه أو عنوانه أو عمله .. إنها معلومات سرية محصنة حفاظاً على السمعة إذا ثبت أنه مريض بالإيدز .. فحتى الآن ينظر إلى مريض "الإيدز" على أنه مذنب وهذا غير صحيح على الإطلاق فقد تكون الإصابة من عملية نقل دم غير نظيفة .. أو خلع ضرس عند طبيب لا يعقم أدواته .. أو من موسى حلاق غير نظيف. وأياً كانت مسببات "الإيدز" فإنه في حالة ثبوت الإصابة بعد إجراء الفحص المبدئي يتم توضيح طرق حماية المخالطين للمصاب من انتقال المرض لهم وأساليب منع العدوى.
إن السعودية من أقل الدول إصابة .. وإن كانت جدة أكثر المدن إصابة به.
إننا ندعم هذه المبادرة الطيبة .. ونهيب بالدولة دعم هذا الإجراء الرائع .. وإنني أهيب برجال الأعمال أن يتبرعوا بتجهيز أكثر من سيارة لهذا الغرض النبيل .. وأعتقد أنه من أعظم وأنبل أغراض الخير، فسارعوا إليه.