Tuesday, September 1, 2009

فيروس “السيدا”: حملة لمقاومة إقصاء المرضى في تونس


أخبار تونس– وقع إطلاق حملة تضامنية، في تونس، تحت شعار “لا بد من إقصاء مرض فقدان المناعة المكتسبة “السيدا” عوض إقصاء الأشخاص حاملي الفيروس”، ببادرة من الجمعية التونسية لمكافحة “السيدا” والأمراض المنقولة جنسيا وبدعم من برنامج الأمم المتحدة المشترك لمكافحة “الايدز”.

والجدير بالذكر، أن عدد حالات مرض فقدان المناعة المكتسبة “السيدا” المسجلة لدى التونسيين خلال العشرية الأخيرة لم يتعد 70 حالة سنويا. إذ أن تونس توفقت إلى التحكم في العدوى عن طريق الدم منذ سنة1987 ، بفضل إدراج التقصي الآلي لفيروس السيدا لدى المتبرعين بالدم.

إلا أنه ورغم العدد المحدود من المرضى، فإن حاملي الفيروس يعانون من النبذ و الإقصاء. وهو ظلم كبير بحقهم، بل ربما يأتي بردة فعل عكسية ، فعزل المريض و وصمه و التمييز ضده من قبل المجتمع يؤدي إلى تحوله لشخص ناقم على المحيطين به، و ربما يدفعه ذلك إلى الانتقام منهم بتعمد نقل الفيروس إلى أشخاص غير مصابين.

وقد تم الإعلان عن هذه الحملة، يوم الثلاثاء، خلال لقاء إعلامي حول دور الإعلام في تونس في مجال مكافحة الإقصاء والتمييز تجاه الأشخاص حاملي الفيروس.
ويراد من هذه الحملة أن تكون بمثابة دعوة قوية للتسامح ولرفض كافة أشكال التمييز والإقصاء تجاه الأشخاص حاملي فيروس فقدان المناعة المكتسبة.

وقد مكن اللقاء، أيضا، من تحديد حاجات المشاركين في الحملة لتعزيز إمكاناتهم واستكشاف فرص الشراكة مع وسائل الإعلام والمنظمات المتخصصة.

وقد أكد الأستاذ محمد علي كمون رئيس الجمعية التونسية لمكافحة “السيدا” والأمراض المنقولة جنسيا خلال هذا اللقاء أن الإقصاء يشكل العقبة الرئيسية أمام مقاومة انتشار هذا المرض مبرزا ضرورة النهوض بالتسامح خدمة للتنمية الصحية وللتنمية بشكل عام.

وسلط المشاركون الأضواء على الإمكانات التي تتوفر لدى وسائل الإعلام للتصدي لمرض “السيدا” مبرزين التأثير الايجابي للمعلومة الصحيحة والموضوعية على السلوكيات مؤكدين على إلزامية توفر المعلومة بشكل دائم وليس بصورة ظرفية وعلى ضرورة إدراج البعد المتصل بحقوق الإنسان في كل البرامج والمخططات الرامية إلى مكافحة هذه الآفة.

ويشار إلى أن برنامج الأمم المتحدة المشترك لمكافحة “الايدز” يعكف حاليا على إعداد معجم مصطلحات بثلاث لغات لاعتماده بعيدا عن كل أشكال التمييز والإقصاء.

وللتذكير فقد تم اختيار الديوان الوطني للأسرة والعمران البشري نظرا لخبرته وقدرته المؤسساتية والتنظيمية، كمنتفع رئيسي بمشروع مقاومة مخاطر انتشار فيروس “السيدا” وتكليفه بتنفيذ البرنامج بالكامل والتنسيق مع مختلف المتدخلين والإشراف على حسن التصرف في الاعتمادات المالية، وذلك في إطار برنامج التعاون الثنائي بين تونس والصندوق العالمي لمكافحة “السيدا” و”السل” و”الملاريا”.

هذا وقد انطلق البرنامج منذ سبتمبر 2007 وسيمتد إلى غاية سنة 2012 بميزانية جملية تناهز الـ 22.6 مليون دينار.

ويتضمن البرنامج عديد الأهداف الرئيسية والفرعية. ويتولى 150 نشاطا بالعمل في ميادين الوقاية من” السيدا” والتقصي المبكر والعلاج والتكفل الصحي والنفسي والاجتماعي وتطوير مناهج العمل وآلياته إلى جانب تعزيز القدرات المؤسساتية لجميع المتدخلين.