Tuesday, September 1, 2009

الصحفية الصغيرة ســــارة تحــارب الألـم بالقلم.. وتصـر على هزيمـة "الإيـــدز"


"الوطن" تحقق حلمها.. وتنشر أول موضوعاتها الصحفية

الزميلة الجديدة سارة بقناعها الأبيض .. مؤثرة بكلماتها .. مفاجأة في آدائها الصحفي

جدة: علي مطير

في حفل تدشين الجمعية السعودية الخيرية لبرامجها في الرابع من أغسطس الماضي في جدة، فاجأت الطفلة "سارة" الحضور بإصرار قوي على مقاومة مرض نقص المناعة المكتسبة "الإيدز" الذي أصابها وغيرها.
ظهرت في الحفل بقناع أبيض يخفي ملامح وجهها، وألقت كلمة مؤثرة ـ أمام محافظ جدة الأمير مشعل بن ماجد، ووزيــر الشـؤون الاجتماعية الدكتور يوســف العثيمين ـ تناقلتها الصحف السعودية ووكالات عربية وأجنبية، ومواقع إلكترونية.
أكدت إصرارها على مقاومة المرض، والانتصار عليه، وأعربت عن حلمها في أن تكون "صحفية" لتحارب ذلك المرض اللعين بقلمها، وتدعم جهود التوعية لمعايشته، بفكرها.
"الوطن" منحتها الفرصة، لتكون "أصغر صحفية" سعودية، واختارت "سارة" أن يكون أول أعمالها في مواجهة "الإيدز".
وكما كانت "مفاجأة" في حفل التدشين، نجحت "سارة"، ذات الاثني عشر ربيعا، في أن تلفت الأنظار إليها وهي تتقدم بتفاؤل وثقة في أول اختبار لها، في عالم الصحافة.
وبدت سارة ـ التي أصبحت منذ الرابع من أغسطس أيقونة تعبر عن مرض الإيدز في السعودية ـ متحمسة لخوض غمار أول تجربة لها مع العمل الصحفي الميداني.
واختارت تغطية جلسة للدعم النفسي ضمت مجموعة من المتعايشات مع المرض، تولت فيه الخبيرة والمعالجة النفسية نوف المروعي، تقديم عدة تمارين وإرشادات صحية في طرق التنفس، وإزالة التوتر، والقلق النفسي.
وحرصت "الوطن" منذ أن أعلنت سارة عزمها خوض مشوار الصحافة لتعبر عن معاناتها "بالقلم والألم معا"، على تهيئة أدوات فنية يحتاجها أي صحفي لبدء مهامه (كاميرا، جهاز تسجيل، نوتة ورقية).
سارة بدورها، جاءت مبكرة قبل موعد التغطية الأولى، رغم أنها قادمة من مكة المكرمة إلى جدة.
وعبرت عن سعادتها بخوض مهمتها الأولى، بكلمات تسابق دموعها، قائلة: "اليوم أولد من جديد. لن أخذل كل من ساعدوني ووقفوا إلى جواري".
وحول الأسباب التي دعتها لاختيار مادة صحفية عن مرض "الإيدز"، رغم أن الخيارات أمامها كانت متعددة ومتاحة، قالت سارة: "الإيدز صار جزءا من حياتي اليومية، ولا يمكنني تجاهله. لقد أصبحت متعايشة مع المرض منذ سنوات طفولتي الأولى، ومن الطبيعي أن تكون قضية "الإيدز" في قائمة أولوياتي، وأنا هنا أشعر بالقضية أكثر من غيري من الصحفيين الأصحاء"