ُظمت حملة جمع التبرعات المغربية 2008 لمحاربة السيدا الجمعة 19 ديسمبر بمشاركة فنانين وشخصيات رياضية ومنظمات غير حكومية وخبراء ومسؤولين حكوميين. وبمساعدتهم، تمكن الحدث من جمع 6.741.000 درهم لمحاربة السيدا وفيروس نقص المناعة المكتسبة. الحدث الذي نُظم مباشرة على التلفاز بُث على القناة الثانية والأولى والقنوات الفضائية رفع الوعي وضمن تبرعات لجمعية الوقاية من السيدا التي تديرها حكيمة حميش.
وهذه هي المبادرة الثانية من نوعها بعد حملة 2005 الناجحة التي جمعت أزيد من 13.1 مليون درهم.
وبحسب حميش فإن الأموال ضرورية لتقديم الرعاية للأشخاص الحاملين لفيروس نقص المناعة المكتسبة والوقاية من انتشار المرض. وستستعمل بعض الأموال المجموعة أيضا لتمويل مشاريع البحث التي تقوم بها الجمعية والمنظمات الشريكة. وقالت حميش "نأمل تأسيس مراكز للكشف عن المرض في كافة أنحاء البلاد".
ولضمان الشفافية، تخضع حسابات الجمعية بانتظام للتدقيق من قبل مكتب دولي وستخضع الأموال التي تم جمعها خلال حملة 2008 لنفس عملية التدقيق. وتم تأسيس لجنة خاصة لضمان الشفافية لمراقبة جهود جمع التبرعات وضمان استعمال الأموال للأغراض المعلن عنها من قبل سيداكسيون المغرب.
وتخللت الأمسية تقارير وكلمات للضيوف واستجوابات في الشارع وشهادات وأداء موسيقي وترفيهي ونداءات للتبرع. واستهدفت رسائل رفع الوعي بالخصوص الشباب المعرض أكثر للإصابة.
وتضمن البرنامج تقارير عن المشاريع القائمة وشهادات مؤثرة من أشخاص يعانون من السيدا ومن أقاربهم. وتمكن المشاهدون من أخذ فكرة عن السيدا في المغرب.
وسجلت وزارة الصحة 2.798 حالة إصابة بالسيدا منذ 1986 وانتشارا قليلا للمرض. وبحسب آخر الإحصائيات، فإن عدد الأشخاص الحاملين للفيروس ارتفع من 14.500 في 2003 إلى 22.300 في 2008.
قصة فاطمة أبو علي التي تعاني من السيدا واستُجوبت سنة 2005 بوجه غير مغطى، كانت من أكثر أجزاء الحدث تأثيرا. فبعد حملة 2005، تخلت عنها عائلتها وأصدقاؤها، تمكنت من الانتقال إلى شقة صغيرة مع أطفالها بفضل التبرعات.
وقالت أبو علي "المجتمع كان قاسيا جدا. لا يجب أن يبقى الناس في جهلهم. فالسيدا مثلها مثل أي مرض آخر. عليك فقط تفادي الطرق التي ينتقل بها".
الممثلة المصرية يسرا التي تأثرت بهذه القصة، أشارت إلى أن المغرب هو أول بلد عربي يطلق مثل هذه المبادرة لمحاربة السيدا والذي يعتبر عادة موضوعا محرما في العالم العربي.
ووافقها الرأي مغني الراي الجزائري فوضيل. "إنه البلد الإفريقي الأول الذي تجرأ للكلام بصراحة عن السيدا. يجب أن يضم الجميع جهودهم لمحاربة هذا المرض الخطير".
وزيرة الصحة ياسمينة بادو علقت بالقول أن الحكومة واعية بأن "جهود محاربة الوباء لن تنجح ما لم تكن هناك شراكة حقيقية بين منظمات المجتمع المدني العاملة في الميدان والتي لها معرفة أولى بالوضع".
سمية بنشقرون رئيسة جمعية شمس التي تساعد الأطفال المصابين بالفيروس أوضحت أن الدعم المالي ضروري لمساعدة الأطفال. وأفادت أن 90% من الأطفال الذين يعانون من السيدا ولدوا بالمرض فيما 10% كانوا ضحايا الاعتداء الجنسي أو الزواج في سن مبكر. وتم تشخيص وتسجيل 116 حالة في المغرب منذ 1986 و 96 من هؤلاء الأطفال يخضعون حاليا للعلاج الثلاثي في الرباط والدار البيضاء.
سارة الطواهري