وجه السجينان المغربيان ''ك.أ'' و''م.ب'' نداء إلى المنظمات الحقوقية والإنسانية العالمية لنجدة ''المساجين المغاربة المصابين بداء فقدان المناعة المكتسبة (سيدا)، الذين يتكاثر عددهم يوميا بسبب توفر أسباب العدوى وانعدام وسائل الوقاية منه، وحرمان المصابين من العلاج في السجون''. يأتي هذا النداء مباشرة بعد صدور ''ميثاق الفنانين المغاربة لمكافحة داء السيدا'' الذي تم الإعلان عنه يوم 1 ديسمبر الجاري. والذي شهد تدخل وزيرة الصحة المغربية السيدة ياسمينة بادو، التي اعتبرت الظاهرة ''وباء'' يجب مواجهته، خاصة في أكبر الحواضر المغربية ومنها منطقة الدار البيضاء. وأفادت الوزيرة أن عدد المصابين بهذا الداء في المملكة المغربية، هو 2789، إلا أن المساجين المغاربة الذين تحدثوا لـ''الخبر'' هاتفيا من سجن الخنيفرة يومي الثلاثاء والأربعاء الماضيين، يؤكدون أن ''الإصابات تتزايد يوما بعد يوم، بسبب الاعتداءات الجنسية وانتقال العدوى عن طريق الحقن غير المعقمة، مثلما حدث لي قبل ثمانية أشهر في سجن القنيطرة'' كما يقول ك.أ، المحكوم عليه بـ 20 سنة سجنا في قضية تكوين جماعة أشرار، جرت وقائعها في مدينة طنجة التي كان يقيم فيها مع أسرته. ويضيف هذا المحبوس ''إننا نعاني ظروف سجن لا إنسانية''. ويضيف زميله في السجن م.ب، المحكوم عليه بالمؤيد ''إننا بمجرد أن اكتشفت إدارة السجن أننا مصابون بهذا الداء الخبيث، تقوم بنقلنا من سجن إلى آخر''. وتعرف إدارات السجون التي نُنقل إليها أننا مصابون، لكن لا تتخذ أية إجراءات لعلاجنا أو عزلنا عن بقية المساجين. و''نخشى عند نقلنا إلى سجن جديد، أن يعرف النزلاء أننا مصابون بهذا الداء، لأن ذلك يزيد من عزلتنا ومعاناتنا وتعرّضنا للعنف''. وأكدت عائلة ''ك.أ'' من مدينة طنجة لـ''الخبر''، أنها لم تزره في سجن الخنيفرة منذ أكثر من شهرين. وأنها على علم أنه ''مريض دون أن نعرف نوع المرض الذي أصابه. ونعرف فقط أنه تم نقله إلى سجن الخنيفرة نظرا لقربه من المنطقة التي ينحدر منها ببني ملال بوسط المملكة، شرق مراكش''. ك.أ، كان يعيش في سويسرا، وتم طرده منها ليستقر مع والدته الطاعنة في السن في مدينة طنجة. وتزوج هناك إحدى قريباته أنجب منها ولدا. وكان قد تورط سنة 2000 في قضية تكوين جماعة أشرار مع الاختطاف والاغتصاب. وقال لـ''الخبر'' إن مشاكله مع إدارة سجن طنجة بدأت منذ سنتين ''عندما طلبت من الإدارة انصيبا من مداخيل بيع لوحاتي التشكيلية. وأنا متأكد أنني أصبت بالسيدا عن طريق حقنة غير معقمة''. أما السجين م.ب، فإنه محكوم عليه بالسجن المؤبد، تم نقله إلى سجن الخنيفرة من سجن القنيطرة بعد أن أصيب هناك بداء السيدا. ويؤكد بدوره أنه كان ضحية اعتداءات جنسية. وكان وزير العدل المغربي السابق محمد بوزوبعة قد صرح سنة 2005 أن نسبة 1 بالمائة من المساجين في المغرب يحملون فيروس السيدا. وذكر حينها أن السجون المغربية يقيم فيها 80 ألف نزيل سنويا. ومن جهتها، أفادت وزارة الصحة حينها أيضا، أن عدد الحاملين للفيروس ارتفع من 1557 سنة 2004 إلى 1839 سنة .2005 ونظرا لخطورة هذا الداء على المجتمع المغربي، قام الملك محمد السادس برعاية ''حملة وطنية للتوعية من مخاطر السيدا'' تنطلق يوم 8 ديسمبر الجاري. وهي المناسبة التي تحظى بترويج إعلامي كبير في المغرب. ''وتعد الفرصة التي نريد أن نغتنمها لتعرِف السلطات المغربية أن السجون أصبحت واحدا من أخطر عوامل انتشار هذا المرض الخبيث'' كما يقول المصابون به |