يقدم أعضاء نادي الصحة التابع لثانوية عبد الله كنون التأهيلية تتمة لأهم مرجع اعتمدوه في نقاش موضوع الوقاية من الأمراض المتنقلة جنسيا مصدره كتيب أصدرته مؤخرا جمعية المتبرعين بالدم والذي يعتمد على بحت ميداني خاص بالمنطقة الشرقية وللأمانة نعرض مضمون الوثيقة بين قوسين باعتباره ملكا لجمعية المتبرعين بالدم:
- الاستطلاع الأول ببعض الثانويات): شمل الاستطلاع ستة مؤسسات ثانوية في شهر يونيو من سنة 2000، بمشاركة 205 تلميذ وتلميذة، متوسط العمر هو 17 سنة.النتائج عموما لم تكن مفاجئة ولكن مثيرة للنقاش.
- الاستطلاع الثاني للرأي العام: شمل الاستطلاع مدن الجهة الشرقية الآتية: (وجدة، بركان، جرادة، بعرفة، أكليم، أحفير، الناضور، العيون، تاوريرت) في ماي 2001، بمشاركة 747 فرد، والجدول التالي يلخص النتائج: النسبة ممارسي الزنى الذكور/ إناث المستوى الدراسي أعزب العدد المدن أمي أساسي ثانوي عالي 33% 33 76 9 18 39 35 57 101 وجدة 32% 27 63 7 15 35 29 29 86 بركان 36% 28 65 5 18 30 25 31 78 جرادة 50% 43 68 5 16 33 33 36 87 بعرفة 30% 9 28 2 8 12 9 14 31 أكليم 30% 26 69 7 27 25 28 44 87 أحفير 39% 47 100 6 25 49 41 70 121 الناضور 34% 38 87 10 27 48 25 53 110 العيون 24% 11 39 5 10 18 13 16 46 تاوريرت 34% 262 %80-595 %47-350 747 المجموع
- النتائج المستخلصة:
نستنتج من هذه المعطيات الميدانية أن نسبة المصرحين بتعاطيهم للزنى سواء في الثانويات أو في الوسط العام، ليست بالهينة ( 16% من تلاميذ الثانويات و24 % في تاوريرت و 50% بمدينة بوعرفة). وهذا يعد مؤشر على تفشي الفساد في مجتمعنا بحيث لا يمكن إنكاره، هذه الآفة تعتبر من أهم العوامل المساعدة على انتشار التعفنات المنقولة جنسيا وخاصة السيدا، مما تدعوالى البحث عن الأسباب وعن الانعكاسات المستقبلية على الوضع الصحي والاجتماعي والاقتصادي، وكذلك وتحديد المسؤوليات.
المراقبون يجمعون على أن المناطق الإسلامية كانت في بداية ظهور العدوى بالسيدا (مثلا)، هي أقل إصابة مابين مناطق العالم، وهذه الملاحظة تدل على أن السلوك الفردي يشكل عنصرا مميزا لحضارتنا وخصوصياتنا الثقافية ولذلك وجب الحفاظ على هذه الخصوصيات حتى لا تكون الخسارة مزدوجة، ولكن الواقع الراهن يشهد أن الحالة الوبائية في الدول الإسلامية تعرف تصاعدا مطردا، مما يتطلب تدخلا عاجلا قبل استفحال الأمر حتى لا يحصل ماهو حاصل لبعض الدول الإفريقية جنوب الصحراء، حيث انتشرت فيها هذه الأمراض وأصبحت تهدد قرى كاملة بالفناء. نلاحظ أن الإحصاءات المتعلقة بانتقال العدوى على المستوى المحلي قليلة جدا باستثناء بعض الدول، والملفت للانتباه أن معظم الإصابات المسجلة في البداية كانت ضمن فئتين من الأشخاص:
أولئك الذين تم حقنهم بدم أو مشتقاته مستورد من الخارج تسبب في إحداث أخماج فيروس العوز المناعي البشري، ويبدو أن هذه الدول كانت تعتمد بصورة كاملة في سد احتياجاتها من الدم ومنتجاته على الاستيراد.
أولئك الذين كانت لهم علاقة جنسية مع أطراف يحملون هذا الفيروس في المناطق التي تتفشى فيها العدوى وتشمل هذه الفئة : - العاملون المقيمون في أوروبا. - المواطنون الذين سافروا إلى الخارج لقضاء عطلة. ومن الملاحظ أيضا أن الوسيلة المعتمدة للوقاية من التعفنات التي تنتقل عبر الممارسة الجنسية تختلف بحسب السلوك الأخلاقي للفرد: فالذين يمارسون الزنى دون أي وازع ديني أو غيره يرون العازل الذكري وسيلة ناجعة لتفادي العدوى بينما الذين يتعففون(المحصنون) فيرون أن الالتزام الديني وعدم الاقتراب من الزنى هي الوسيلة الوحيدة للنجاة. من خلال هذه المعطيات يتبين أن الخطاب التوعوي في وسط شبابنا ينبغي أن يكون علميا وصريحا حتى لا تكون حملاتنا التحسيسية بمخاطر المرض تِؤدي إلى نتائج معكوسة. ولنتدبر سيناريوهات المستقبل ولنسأل أنفسنا كل من موقعه ومسؤولياته عن توقعاته المستقبلية التي يمكن تلخيصها في التالي:
الكارثة (تفشي الأمراض وكثرة الوفيات في وسط الشباب)
مزيد من الوعي بأهمية الوقاية ومزيد من تشجيع ودعم حملات التوعية والوقاية
( مزيد من التقدم العلمي وكشف أسرار الحياة على المستوى العالمي.
فـــاطمة لحسن