بعض عاملات الجنس قالوا إن المصاب بالسيدا يكون وسخا وينبغي إعدامه | |
59 في المائة تلقين أول مقابل عن الجنس في عمر يتراوح بين 9 و20 سنة | |
08:36 | 15.11.2008 | الرباط: ليلى أنوزلا | المغربية |
أفادت دراسة ميدانية، أنجزتها المنظمة الإفريقية لمكافحة السيدا حول موضوع "عاملات الجنس والأمراض المنقولة جنسيا والسيدا"، أن حوالي 33 في المائة من عاملات الجنس مارسن، أو مورست عليهن، أول عملية جنسية في سن تتراوح ما بين 6 سنوات و15 سنة. |
وأشارت الدراسة إلى أن 59 في المائة ذكرن أن أول ممارسة جنسية تلقين عنها مقابلا ماديا كانت في عمر يتراوح بين 9 و20 سنة، إذ قالت عاملة جنس واحدة إنها تلقت أجرا في سن التاسعة، واثنتان في سن 12، و3 في سن 13، و16 في سن 14، و88 في سن 16 سنة. وأضافت الدراسة، التي جمعت في منهجها بين الرصد السوسيولوجي، وتحليل الأبعاد السيكولوجية، أن 47 في المائة من المستجوبات الأكثر تكرارا تتراوح أعمارهن بين 21 و25سنة، وبين 26 و30 سنة، بينما تراوحت أعمار 81 في المائة من المستجوبات بين 16 و20 سنة (16 في المائة من مجموع المستجوبات). ووصلت نسبة عاملات الجنس اللواتي تقل أعمارهن عن 15 سنة، إلى 1.41 في المائة. وأظهرت الدراسة بخصوص المستوى التعليمي أن حوالي 32 في المائة من المستجوبات لم يلجن أبدا فصلا دراسيا، مقابل 21 في المائة ذوات تعليم عال. أما من حيث الوضع العائلي، فأكدت الدراسة أن نسبة العازبات البكر تمثل 13 في المائة من مجموع المستجوبات، مقابل 34 في المائة من العازبات الأخريات، في حين تمثل المطلقات حوالي 40 في المائة، والمتزوجات 4 في المائة، مقابل 8 في المائة من الأرامل. وتتكلف 55 في المائة من عاملات الجنس المستجوبات، حسب الدراسة، بما بين 1 إلى 5 أفراد، بينما تتكفل 11 في المائة منهن بما بين 6 إلى 10 أفراد. و بخصوص معارف عاملات الجنس حول الأمراض المنقولة جنسيا، أبرزت الدراسة ضعف معارفهن بهذه الأمراض، مشيرات إلى كون "السيدا، والبرد، و الزهري، والسيلان"، هي أكثر الأمراض ترددا عليهن. كما أدرجت المستجوبات بعض الأمراض الأخرى ضمن اللائحة، كالسرطان، وبعض الأمراض الجلدية، لانتقالها عبر الاحتكاك الجسدي. وأكدت الدراسة أن عاملات الجنس يخلطن بين الأمراض المنقولة جنسيا وبعض الأعراض أو العوامل، مشيرة إلى أنه، في حالة الإصابة بأحد الأمراض الجنسية، فضلت نصف المستجوبات اللجوء إلى طبيب خاص، في حين لم تقل سوى 10 في المائة منهن إنهن سيلجأن إلى التداوي الذاتي، أو التداوي بالأعشاب، بينما لم تذكر سوى 22 منهن أنهن يلجأن إلى جمعية مختصة. وعن كيفية الوقاية من الأمراض المنقولة جنسيا، اعتبرت 403 مستجوبات أنهن تعرفن طرق الوقاية من الأمراض المنقولة جنسيا، مقابل 91 منهن لا يعرفن، في حين ترددت ثلاث منهن في إبداء الرأي. وتركزت إجابة المستجوبات على العازل الطبي، والنظافة، واختيار الزبائن غير المشكوك فيهم، واستخدام بعض الأدوية بعد كل ممارسة، والخزامى. أما عن معارف أفراد العينة حول السيدا، فعبرت 482 مستجوبة (97 في المائة) عن خشيتهن من الإصابة بفيروس السيدا، بينما أكدت 14 في المائة أنهن لا يخشين ذلك، وامتنعت واحدة عن الإجابة. كما اعتبرت نسبة 57 في المائة أن السيدا منتشرة بشكل كبير، بينما اعتبر ما يقرب من 2 في المائة أن الأمر إشاعة فقط. واعتبرت63 في المائة من المستجوبات أن السيدا مرض قاتل، مقابل 28 في المائة يرين أنه مرض خطير، في حين، اعتبرت نسبة 5 في المائة منهن أنه قابل للعلاج، و0.4 أنه مرض عاد وغير مقلق، وفضلت 18 مستجوبة عدم إبداء رأيها في الموضوع. وبخصوص تمثلات عاملات الجنس حول المصابين، وسبل الوقاية، ومدى القدرة على التعرف على شخص مصاب، ترى 19 في المائة من المستجوبات أنهن قادرات على ذلك، بينما يتصور بعضهن أشياء خاطئة وسلبية حول الأشخاص المصابين، كالقول إن المصاب بالسيدا يكون وسخا، وينبغي إعدامه، وترى 42 في المائة أنه ينبغي الابتعاد عن المصابين بهذا الداء، مقابل 385 مستجوبة أعطين إجابات صحيحة حول سبل الوقاية، و283 منهن أشرن إلى العازل الطبي كوسيلة للوقاية. وحول مدى استعمال عاملات الجنس للعازل الطبي، أكدت 44 في المائة أنهن غير متعودات على استعماله، مقابل 170 أكدن أنهن استعملنه بانتظام في كل ممارسة. وذكرت الدراسة أن استعمال العازل الطبي يتعلق بالمستوى التعليمي للمستجوبات، مع وجود قناعة لدى معظم المستجوبات بأهمية العازل، لكنهن لا يترجمنها إلى فعل، في حين اعتقدت 54 مستجوبة أن العازل غير مهم. و ترى 52 في المائة أنه أداة للوقاية من الأمراض، و26 في المائة أنه يقي من الحمل والأمراض، مقابل نسبة 4 في المائة ترى أنه وسيلة للمحافظة على النظافة، و 0.4 في المائة تعتبره أداة لتفادي استعمال موانع الحمل، و2 في المائة تعتبره عاملا محققا للثقة. و أبرزت الدراسة أن المستجوبات اللواتي اعتبرن العازل غير مهم، بررن ذلك بعدم فعاليته، أو لكونه لا يسمح بتحقيق اللذة، أو لكونه مرفوض من طرف الزبون، أو لأن الزبائن معروفون. وأكدت المستجوبات أن من بين عوائق استعمال العازل الطبي، الثمن، وصعوبة العثور عليه، ورفض الزبون، والجودة. و بالنسبة لموقف المستجوبات من التشخيص الطوعي لفيروس السيدا، ذكرت 17 في المائة أنهن أجرين التشخيص خلال هذه السنة، و9 في المائة منذ سنة، و7 في المائة منذ أكثر من سنة. أما مبررات عدم إجراء التشخيص، فتراوحت بين الخوف من قضاء باقي سنوات الحياة تحت قلق الموت، والخوف من الوصم. وحول تأثير وسائل التوعية، أكدت 95 في المائة من المستجوبات تأثرهن بالتلفزة، متبوعة بالأصدقاء (10 في المائة)، ثم الجمعيات (9 في المائة)، والأطباء والصيادلة(0.8)، والأسرة (1 في المائة)، والزبائن (5.5 في المائة)، ومجلة أو جريدة (0.6)، ومركز صحي (2.5 في المائة). وخلصت الدراسة إلى أن هناك نقصا كبيرا في المعلومات حول الأمراض المنقولة جنسيا والسيدا، فضلا عن بعض الاتجاهات السلبية نحو الأشخاص المتعايشين وتمثلات خاطئة بصددهم، الأمر الذي يؤثر سلبا على الإقدام على إجراء التشخيص. كما ترى الدراسة أن الاتجاهات نحو الحرص على استعمال العازل يطالها الكثير من التراخي، وفي بعض الأحيان تلجأ المستجوبات إلى مبررات تحاول من خلالها رمي المسؤولية على الزبون، أو على قلة جودة العازل وعدم فعاليته. و أشارت الدراسة إلى ضرورة استحضار الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والنفسية لعاملات الجنس في كل الخطط الرامية إلى الرفع من وعيهن، مشيرة إلى أن بعض الوسائل ذات التأثير المهم، كالتلفزة، لا تؤدي دورها المطلوب . و أوصت الدراسة بأهمية مقاربة ظاهرة امتهان الجنس مقاربة متعددة الأبعاد. وبإجراء أنشطة الإنصات والتكفل النفسي والاجتماعي والقانوني، الذي من شأنه أن يشكل مدخلا مهما لتمرير المعارف والتأثير على الاتجاهات. و شددت الدراسة على أهمية الأنشطة الاحترازية وتدخلات استباقية في الثانويات، يمكن أن تنقذ بعض التلميذات من السقوط في امتهان الجنس، وبالتالي نهج سلوكات ذات مخاطر. وطالبت الدراسة بالإكثار من حملات التوعية والتشخيص، للرفع من الإقبال على التشخيص الطوعي، وبضرورة الاهتمام بالزبون في مجال التوعية والتحسيس، ومساعدة الجمعيات المحورية على فتح مقرات جديدة، خاصة في المدن الصغيرة والقرى النائية، وتعزيز التربية والتكوين بالنظراء، نظرا لفعالية هذه المقاربة، والإكثار والتنويع من الدراسات والبحوث حول عاملات الجنس. وتهدف المنظمة الإفريقية لمكافحة داء السيدا من هذه الدراسة، التي أنجزتها بدعم من "الصندوق العالمي لمحاربة داء فقدان المناعة المكتسبة والسل والملاريا"، إلى المساهمة في تلمس ظاهرة امتهان الجنس، واستقراء بعض المعطيات الكفيلة بإبراز بعض المعالم، لتوظيفها في مجال التوعية والتحسيس، واستكشاف مدى وعي الفئة التي شملها البحث بمخاطر الأمراض المنقولة جنسيا، ورصد مستوى مخاطر السلوك لديهن، والتعرف على انتظاراتهن من أنشطة التدخل الرامية إلى الرفع من وعيهن بأهمية الوقاية. | ||||||||||||