Thursday, October 16, 2008

سُم نحل السوسي يُعوض ما أفسدته الصحة

خالد المهير
بنغازي - خاص ليبيا اليوم: تحول بيت المواطن النحال سعد السوسي في مدينة بنغازي إلى وجهة لكثير من المواطنين المتعالجين،إضافة إلى مادة مثيرة لوسائل إعلام محلية وعربية.

سُم النحل بات حل لكثير من الأمراض في غياب المؤسسة الصحية والعلاجية ،وإن كان الأطباء والمتخصصين يؤكدون جدوى السُم في علاج عشرات الأمراض المزمنة أخرها السرطانات والكبد الوبائي والعقم ،وقد أدى حسب تأكيدات النحال السوسي في حديث للصحيفة إلى عدة أمراض،حيث أدى هذا بدوره إلى زيادة الإقبال على العلاج من قبل شريحة واسعة من المتعالجين خاصة بعد تمثال متعالجين من أمراض مزمنة للشفاء أخيراً حيث يتردد عليه في أيام اللسع المخصصة لمدة يومين في الأسبوع أكثر من 80 متعالج من الجنسين ،ويؤدي هذا العلاج بدون مقابل مادي .

وسُم النحل وفق المصادر العلمية سائل شفاف عطري الرائحة مُر الطعم ووزنه النوعي 1.13 ويحتوي على أحماض الفورميك،والإيدروكلورك،والأرثوفوسفوريك،والهيستمامين،والكولين،،والكبريت،وآثار من نحاس وكاليسوم ،و والتربتتوفان ومواد أخرى .


وحسب الدكتور سالم بوزريدة أستاذ مساعد بقسم علم الحيوان كلية العلوم جامعة قاريونس بوزريدة يفرز سُم النحل من الغدة الحامضية بالجزء الخلفي من البطن،ثم يضاف إليه إفراز الغدة القلوية حتى يصبح فعالاً ،وهو وسيلة دفاع للشغالات ضد الأعداء،وتستعمله الملكة لقتل أي ملكة أخرى داخل الطائفة،وهو يتركب من عدة بروتينات وأنزيمات وزيوت طيارة نشطة كيمائياً ،ولها فوائد علاجية،وليس غريباً أن يكون لسُم النحل تأثيرات علاجية حيث جميع منتجات هذه الحشرة المباركة تتميز بخواص علاجية،كالعسل والغذاء الملكي والعكر( البرد بوليس) والشمع والزيوت الطيارة.


وفي حديث مع الصحيفة يقول بوزريدة" استخدم سُم النحل منذ القدم في علاج كثير من الأمراض خصوصاً التهابات المفاصل الروماتيزمية ،وإزالة الحساسية ،وتشمل القائمة الكثير منها إلتهاب الكبد ،وضغط الدم،وأمراض الجلد والملاريا وعرق النساء وأمراض العيون والمناعة الذاتية وتضخم الغدة الدرقية والاستسقاء والتهاب العصب الوركي والفخذي،إلا أنه يجدر الإشارة بأن هناك تخوف من استعماله في حالات فرط الحساسية والسكري وأمراض القلب الوراثية والأمراض التناسلية".


وتابع " يعتبر سُم النحل انتجين" بروتين غريب" ينبه ايمنو جلو بيولينات متخصصة iqe تطلق بدورها الهستامين الموجود بحويصلات داخل خلايا النسيج الحلمية،وبدوره يزيد الهستامين نفاذية الأوعية الشعرية بخلايا الجلد،وكذلك عددها.كما أنه يضيق الممرات التنفسية مما يؤدي إلى الحكة والإلتهاب .

إلا أن – والحديث للدكتور بوزريدة- الحساسية تنخفض بتكرار اللسع أو المعالجة ،وتؤدي إلى وجود مناعة أي زيادة الأجسام المضادة igg مع igg وترتبط بدورها مع انتجينات سُم النحل مما يخفض كمية الهستامين،وهناك تأثيرات عديدة للهستامين والدوبامين والمتلين مثل ارتخاء الأوعية الدموية ،وانخفاض ضغط الدم،وتنشيط أنزيم الاستيل كولين استريز،وانقباض بعض العضلات الإرادية ومناطق التشابك العصبي وإتصال الأعصاب بالعضلات،كما تؤدي إلى تحلل كرات الدم الحمراء والبيضاء ،وإفراغها من محتوياتها،ومن التأثيرات الإيجابية قتل أنواع من البكتيريا والفطريات.


وقال بوزريدة" أجريت حديثاً تجارب على 37 رجل مصاب بالايدز بالولايات المتحدة الأميركية،وحققت نتائج إيجابية واعدة في خفض أعراض المرض،ويعتقد أن فيروس فقد المناعة يتنكر في صورة جلوكوكورتوكويد – هرمونات الإجهاد- وتشمل اكلورتيزول عالي من مستواه الطبيعي فتقف غدة الأدرنالين عن إفرازه ،وبالتالي يكون المريض منخفض الكورتيزول فلايستطيع مكافحة الفيروس،ويعتقد أن سُم النحل يساعد في زيادة إنتاج الكورتيزول ،وتصحيح الحالة ،وهناك رأي آخر يقول بزيادة الكورتيزول عند مرضى الايدز فوق المستوى المطلوب ،وعند حقن سُم النحل فأنه يوقف الزيادة المفرطة.


ويتحدث بوزريدة عن كثير من المنتجات التجارية لسُم النحل تستخدم في المعالجة بالحقن تحت الجلد في أماكن معينة،كما توجد كريمات مخلوطة مع مركبات أخرى تستخدم كعلاج موضعي،،لكن القاعدة الأساسية تقول: أن سُم النحل لايشفي من الأمراض لكنه يساعد الجسم على الشفاء،أي أنه يقوي الجهاز المناعي ضد العديد من سموم الميكروبات ،ويحسن حالة المصابين بأمراض مزمنة.

في حديث عفوي مع النحال سعد السوسي كان يتحدث عن بدايته مع المجال التي وصفها بالبسيطة قبل 17 عام ،وقد لعبت الصدفة وحدها دور في اهتمامه بسُم النحل بعد تكرر شكوى قريب له من آلام "الروماتيزم" في قدميه،وكان يحاول علاجهما بوصفة شعبية قديمة من خلال تسخين (الحنظل) ووضعه على موضع الألم،ولكن دون جدوى،وقد تعرفت يقول- السوسي - حينها على كتاب صغير الحجم لمؤلفه (د.ن.يوريش) ترجمة( محمد الحلوجي) حول العلاج بعسل النحل ،وبعد تردد طرحت الفكرة على أحد الأصدقاء لعلاج الروماتيزم فشجعني ،وكان أول من لسعته هذه المخلوقة العجيبة( الصيدلانية المجنحة) كما اسماها البعض .


وذكر أن الأمراض التي يقوم بعلاجها روماتيزم المفاصل،ضمور الأعصاب،الشلل النصفي ،داء الصدفية،البرص،النقرس أو داء المفاصل،الإكزيما،العيون،التهاب الكبد الوبائي ،وحالات العقم،واعوجاج الأطراف .

ويعكف حالياً على علاج حالات تعاني الأيدز والسرطان لم يكشف تفاصيل عنها.

غير أنه أثناء حديثه كشف عن إحالة عدد من الحالات من قبل أطباء مؤكداً أن نسبة نجاح العلاج بسُم النحل تجاوزت نسبة 90%،غير أنه يخشى انعدام وجود سقف قانوني يحمي قيامه بهذا العمل .

وتحتاج بعض الأمراض إلى حوالي 6 جلسات بمقدار لسعتين في الجلسة إلى أربعة بالتدرج حتى تصل إلى 8 لسعات ،ثم بالعد العكسي 8- 6-4 -2 ،ويستمر العلاج إلى فترات قد تصل إلى 6 شهور حسب الحالات منها الصدفية وتضخم البروستاتا.

أحد المتعالجين محمد الحوتي الذي يعاني الآلام في الظهر قال أنه تماثل للشفاء بعد عدة جلسات حيث ذهب الألم،وحالياً يقوم باللسع لعلاج الجيوب الأنفية.

وعلي الكوافي قال أشار أن حضوره المتكرر للجلسات من أجل تقوية مناعته ،وعلاج الجيوب الأنفية أيضاً .

وأوضح أنه توجه إلى الأطباء في أكثر من مناسبة دون جدوى.

وأخيراً المتعالج فرج عبدالمجيد السائح أوضح أنه كان يعاني قبل حضوره إلى النحال السوسي،أو الحاج سعد كما يردد من ألم حاد في الركبة،وقد اتضح فيم بعد بأنه برد،وبعد الجلسة الخامسة تماثل للشفاء .

في كتابه الصادر حديثاً "اللسعة الشافية" عن مجلس الثقافة العام لم يتردد النحال سعد السوسي أن يقدم تجربة بسيطة ،ويهدي الكتاب الأول إلى كل الذين تحملون برودة الشتاء القارس وحرارة الصيف الملتهبة ولسع النحل الشافي !!! .

النحل المستخدم في العلاج
النحل المستخدم في العلاج

لكن الدكتور أنور بن عامر مستشار أمراض القلب يؤكد في تقديمه للكتاب أن العلاج بواسطة لسع النحل أدى إلى تحسن أمراض الروماتيزم،وخاصة مرض( الروماتيد) الذي يسبب آلام وانتفاخ وتشوه في المفاصل،خاصة مفاصل اليدين والرجلين،وقد يسبب آلام مبرحة وغالباً ماتكون ناتجة عن تحسس الجسم ضد بعض المواد البروتينية التي يقوم الجسم بتكوين مضادات لها قد تؤدي إلى تلف العضو،وفي هذه الحالة تكون استجابة الجهاز المناعي مضرة للجسم ذاته بدلاً من أن تكون فائدة له،وتنعكس استجابة هذه الأمراض بتحسن نسبة التحاليل الطبية التي غالباً ماتستعمل في متابعة حالة المرض .

الحاج سعد السوسي حين كان يتحدث معنا عن سُم النحل ،وكأننا في حديث عن عالم آخر من الحكايات والقصص ،لكن النحلة الصغيرة التي جاء ذكرها في كتاب الله قد تسد العجز فيما أفسدته أمانة صحتنا .