Sunday, October 12, 2008

اجتماع الإسلام والإيدز يحذر من الغزو الثقافي

المشاركون طالبوا بمواجهة الانفلات الخلقي لتجنب المرض

  • عبد الله النعمة: هدفنا مواجهة الإيدز والحفاظ علي الجنس البشري
  • د.حسب الله: المصابون بالملايين..والإحصاءات غير دقيقة

متابعة - مهند الشوربجي :
نظمت جمعية قطر الخيرية الإجتماع الثالث للجنة التأسيسية لمجموعة الإسلام والإيدز (الإيدز.. ثقافية مجتمعية أم حقيقة مرضية)، شارك فيها نخبة من الأساتذة والعلماء من عدد من الدول الإسلامية مثل الدكتور هاني البنا من الاغاثة الاسلامية في بريطانيا والدكتور صالح الوهيبي من الندوة العالمية للشباب الإسلامي بالسعودية، والمهندس ابراهيم حسب الله من الهيئة الخيرية الاسلامية العالمية بالكويت والدكتور محمد القباطي من جمعية الإصلاح الاجتماعي الخيري باليمن، ومن البحرين السيد خالد أمين عبد الكريم ومن الكويت أيضاً فريد العوضي ومن السعودية السيد عوض القسيمي ومن مصر مصطفي اسماعيل محمد، ومن قطر يشارك المهندس عبد الله النعمة مدير جمعية قطر الخيرية والسيد يسري بقادي من الهلال الأحمر القطري.

وعقدت اللجنة التأسيسية لمجموعة الإسلام والايدز مؤتمراً صحفياً تحدثت فيه عن جهود الدول الإسلامية في الحد من انتشار مرض الايدز المرض العالمي، وقال في بدايته السيد عبد الله النعمة يسرني ونيابة عن قطرالخيرية أن أرحب بكم ممثلين للجمعيات الإنسانية الاغاثية والخيرية في بريطانيا والكويت والبحرين واليمن ومصر في هذا الاجتماع الثالث للجنة التأسيسية لمجموعة الاسلام والايدز الذي يشرفنا في قطر الخيرية استضافته احساساً منا بالمسؤولية في تحصين مجتمعنا للمخاطر المتفاقمة لهذا المرض، وحرصاً منا علي الحفاظ علي الجنس البشري، وإذ نجتمع اليوم نجتمع لنوحد جهودنا في إطار مؤسسي دائم لمواجهه أحد أكبر التحديات التي تواجه العالم اليوم، إنه مرض نقص المناعة الفيروسي (الايدز)، الذي بات يفتك بملايين البشر.

وأضاف النعمة إن هذا البلاء العظيم يؤكد عظمة الإسلام كنظام حياه، والذي حدد إطاراً شرعياً مقدساً لممارسة العلاقات الاجتماعية في إطار أسري، منعاً لانفلات الغرائز البهائمية، وهو ما يمثل الوعاء الناقل لكافة الأمراض الجنسية السارية، خاصة الايدز الذي سرعان ما ينتشر بسبب الاتصال الجنسي خارج الأطر الشرعية، وإن ما يسميه الغرب بالحرية الشخصية بإقامة العلاقات الجنسية خارج الشرعية الأسرية هو أحد أكبر الأسباب لخلق بيئة ملائمة لانتشار المرض، وانطلاقاً من ذلك، فإن مشروعنا الإسلام ومرض الإيدز يحمل خصوصيته الدينية والثقافية في الحفاظ علي هذه العلاقات في إطرها الشرعية السليمة، وهو ما يشكل كابحاً لانتشار الأمراض الجنسية الحالية.

وختم النعمة بالقول إن هذا المشروع الاسلام ومرض نقص المناعة المكتسبة يهدف لإنقاذ البشرية من هذا المرض الخبيث، ومن هذا المنطلق فإن توحيد جهودنا في إطار مشترك سيمكننا من رفع قيمة حضارية أخري من شأنها أن تساهم في حفظ الجنس البشري من هذا البلاء، وتبقي الخصوصية الثقافية الإسلامية بما تحمل من خير للأمم كافة حاضرة في كل المؤسسات واللقاءات والمنتديات العالمية.

تحدث الدكتور ابراهيم حسب الله الأمين العام للهيئة الخيرية الإسلامية في الكويت عن الإيدز ككارثة زحفت بالعالم وبقوة، وبنفس هذه القوة دخلت العالم الإسلامي أيضاً، وقال نظراً لطبيعة المرض فإن المسلمين كانوا ينأون بأنفسهم للحديث حول هذا المرض باعتباره ينشأ عن طريق العلاقات المحرمة وغير السوية، وحتي المنظمات الإسلامية التي من المفترض أن تكون حاضرة في مثل هذه الأمراض نأت أيضاً بنفسها، ومع جهود مكثفة من الجميع في المنظمات الخيرية عقدنا اجتماعنا الأول في جنوب إفريقيا الذي جمع عددا من الفقهاء والأطباء والمرضي والمشاركين في عمليات الإغاثة.

ويضيف حسب الله، نعم لقد تداركنا الأمر لأن بعدنا عن المرضي سوف يزيد من الأمر تعقيداً، واجتمعنا مرة أخري في البحرين، وهذا الاجتماع الثالث في دولة قطر، نعم هناك ثغرة كبيرة يجب أن نسدها، لأن هناك ضحايا ليس لهم أي ذنب فقد يكون انتقل إليهم المرض عن طريق الدم أو الطفل الذي يولد لأم مصابة، وهنا مشكلة أخري لأن هذا المريض الذي ليس له أي ذنب ينظر له الناس بنظرة غير صحيحة، لذا قررنا إنشاء مجمع عالمي يقوم بالمشاركة في الوقاية والترويج لهذه الثقافة، واتخاذ الإجراءات المناسبة بهذا الصدد، خصوصاً مع تزايد حالات الإصابة ونكفي أن نذكر أن في السودان وحدها لدينا نصف مليون مصاب، وقد يتضاعف هذا العدد إذا لم نفعل شيئاً، والمطلوب الترويج لمشروعنا هذا بشكل اعلامي وغير اعلامي، بكل الطرق الممكنة، لنواجه هذا المرض الكاسح الذي بات يهدد مجتمعنا الإسلامي.

الدكتور هاني البنا أشار إلي أن هناك حاجة ماسة من قبل المسلمين لمشاركة فاعلة في هذا الاتجاه حتي نتدارك الخطر القادم من الغرب، فلدي مشاهدات أود أن أعرضها بهذا الصدد موضوع حديثنا عن ثقافة الايدز لدي المجتمعات الغربية، فهم احتفلوا مؤخراً بالواقي الذكري كما سمحوا بالزواج المثلي وبشكل قانوني، وكل هذه الأطروحات تمثل خطورة حقيقية، لأننا بهذه الطريقة نتعامل مع فيروس فكري يدخل في ذهن المجتمعات الغربية والعربية والشرقية، وبرأيي أن نشر مثل هذه الثقافات في مجتمعاتنا ممكن إذا لم نتدارك الأمر، لأن الإيدز أصبح فيروسا ثقافيا مجتمعيا وأخطر بكثير من المرض العضوي.

من ناحية أخري قال الأمين العام للشباب الإسلامي في الرياض الدكتور صالح الوهيبي إن مرض الايدز كثقافة في مجتمعاتنا هو مرتبط تاريخياً بالممارسة الجنسية المحرمة، وهناك أرقام مخيفة نسمعها عن انتشار هذا المرض بين الناس، فعلي سبيل المثال لا الحصر هناك أكثر من 28 مليون مصاب في افريقيا، بل ان كثيرا من الدول تخفي أي أرقام خوفاً من أي اثباتات تدل علي انتشار المرض داخل بلدانها.

ويتابع الدكتور الوهيبي الايدز حتي الان لا يوجد له أي علاج، لذلك يجب أن نقف مع الشخص المصاب، لأن الله سبحانه وتعالي يغفر جميع الذنوب ما عدا الشرك، فكيف لبني البشر، دورنا أن نأخذ بيدهم ونساعدهم ليتخطوا محنتهم ونأخذهم إلي الطريق السوي حتي نساعدهم علي أن يختموا خاتمة حسنة يتقبلها الله سبحانه وتعالي، وهؤلاء الأشخاص هم مسلمون متحاجون إلينا يجب أن نبدأ بتقديم الرعاية الكاملة لهم النفسية والمعنوية وحتي المادية، وقبل كل ذلك الوقاية ثم الوقاية، كيفية التحصين من البداية من هذا المرض الخطير، وهناك طرق عدة للوقاية تبدأ من توعية وزارات والهيئات الحكومية، لذلك الدور هو أن تكون الجهات الحكومية والخاصة مجتمعة لتحصين مجتمعاتنا بالتوعية ونشر الفضيلة والأخلاق.

أما الدكتور محمد القباطي فقد شرح دور اليمن فهو يؤكد أن في ظل الفقر والعجز الذي أصاب مجتمعاتنا فإن المرض أصبح أمراً وارداً، ولقد عملنا في اليمن علي رسم سياسات واضحة تتمثل في مكافحة المرض بشتي الطرق.

د.وفاء صادق أكدت أن هناك 14 مؤسسة اسلامية خيرية منها جمعية قطر الخيرية، ستمثل مجلس الأمناء، وقالت تم اقرار خطة شاملة تتمثل في برامج تدريبية شاملة، وتشمل تحالفات مع منظمات غربية تحارب المرض وتشاركنا القيم، ولكن انطلاقنا هو من ديننا الحنيف الذي يحارب الرذيلة ويشجع علي الأخلاق والفضيلة.