Tuesday, November 18, 2008

مصابة تملك جرأة الجهر بمرضها وأخرى تقول 'يكفينا اللي فينا'


10:06 | 17.11.2008 الدارالبيضاء: ثورية مرزاق | المغربية



قالت البروفسور حكيمة حميش، رئيسة الجمعية المغربية لمحاربة داء فقدان المناعة المكتسبة، إن "وزارة الصحة لا تكشف عن الأرقام الحقيقية للمصابين بالمرض"، موضحة أنها لا ترغب في بث الذعر في المغاربة.


"لكن الإحصائيات الأخيرة التي توصلت إليها الجمعية، أثبتت أن عدد الحالات المتراكمة من حاملي الفيروس وصل إلى ألفين و727 حالة، نصفهم يتركزون بين جهات درعة وتانسيفت الحوز والدرالبيضاء، في حين تصل النسبة في منطقة الشمال إلى 15 في المائة، و6 في المائة في اشتوكا أيت باها"، مشيرة إلى أن 83 في المائة هم من سكان العالم القروي.

وأكدت رئيسة الجمعية المغربية لمحاربة السيدا، على هامش ورشة تدريبية للصحفيين، نظمتها الجمعية، أول أمس السبت، حول "الإعلام والسيدا"، أن النساء هن أغلب المصابين، إذ تصل النسبة إلى 39 في المائة، بينما تبلغ النسبة لدى الشباب 68 في المائة، في الفئة العمرية بين 15 سنة و39 سنة، في حين، أن 3 في المائة من المتعايشين مع فيروس فقدان المناعة المكتسب هم أطفال لا يتجاوزون سن 15 سنة.

وأوضحت حميش أن الزواج لا يحمي من المرض، إذ تشكل نسبة الإصابة بالفيروس ضمن النساء المتزوجات 33 في المائة.

وعم صمت مطبق قاعة أحد فنادق الدارالبيضاء المصنفة، حين دخلت فاطمة، وهي امرأة في الخمسين من عمرها، وبدأت في سرد حكايتها مع مرض السيدا. تجرأت فاطمة، للمرة الثانية، على الإدلاء بشهادتها بوجه مكشوف، إذ سبق لها أن وقفت أمام كاميرا القناة الثانية، في برنامج "سيدا أكسيون 2005"، لتعلن عن إصابتها بالمرض. وأكدت أنها ستفعل الشيء نفسه في "سيدا أكسيون 2008"، الذي من المنتظر أن تنظمه الجمعية المغربية لمحاربة السيدا، رغم ما عانته أمام تصرفات جيرانها بعد ظهورها الأول، بينما رفضت زينب، المصابة بالمرض نفسه، الكشف عن هويتها، واكتفت بالحديث من خلف ستار، قائلة إن "المجتمع لا يرحم حاملي فيروس السيدا"، وأنها "تخشى على أطفالها وأفراد عائلتها، الذين يجهلون إصابتها بالمرض". وأضافت "تمنيت لو قطعت يدي أو رجلي، أو أصبت بالسرطان، بدل الإصابة بهذا المرض، الذي دفعني إلى الكذب، إذ اضطر إلى ادعاء الإصابة بالحساسية أو الزكام، في أكثر الأحيان، خوفا من افتضاح أمري ". وأنهت شهادتها متذمرة، وقالت بصوت مرتفع هز جنبات القاعة، "يكفينا اللي فينا".

ونظمت الجمعية المغربية لمحاربة السيدا الورشة التدريبية بتنسيق مع النقابة الوطنية للصحافة المغربية، وأوضح المشاركون في الورشة، أن هذا اليوم يشكل "فرصة للتركيز على أهمية وسائل الإعلام في التحسيس بداء فقدان المناعة المكتسبة، وتصحيح الأفكار الخاطئة حول طرق الإصابة بالمرض وكيفية علاجه"، مؤكدين أن السيدا لا تقتل، لكنها أصبحت ضمن الأمراض المزمنة، التي يمكن التعايش معها، إذا التزم المريض بالعلاج المنتظم.

وناقش الحاضرون مواضيع مختلفة، من بينها "الوضعية الوبائية لفيروس المناعة المكتسبة في العالم والمغرب"، و"التطور الطبيعي للفيروس"، و"كيفية الكشف عن المرض"، و"أهم التعفنات المنقولة جنسيا".