عمان 26 تشرين الاول ( بترا ) من سهير جرادات - عزم الزوجان المصابان بمرض نقص المناعة المكتسبة " الايدز" على انجاب الاطفال بالرغم من التحذيرات الطبية لهما من احتمالية انتقال المرض لطفليهما . " لن يمنعنا احد من تحقيق حلمنا في تكوين اسرة يزينها الاطفال ، ورغم احتمالية اصابة الجنين بالمرض ،الا انه يبقى احتمالا وسنجرب حظنا" ، هذه القناعة التي توصل اليها الزوجان الباحثان عن الامومة والابوة . " ولم يمنع الطب ايضا الزوجين من تحقيق حلمهما في الانجاب ولو كان الزوجان مصابين بالايدز ، لان عدم انتقال المرض من الام لطفلها يبقى مجرد صدفة " حسب رئيس اختصاصيي النسائية والتوليد بوزارة الصحة الدكتور عصام الشريدة الذي اكد انه لا توجد طريقة لمنع انتقال جرثومة الام الحاملة للمرض او المصابة الى الجنين داخل الرحم وخاصة ان نسبة حدوث الاصابة في مثل ذلك تشكل ما بين 25 - 45 بالمائة . ارتباط " الزوجين " مع بعضهما اشبه بقصص الخيال والروايات ، فقد عاد الرجل الى بلده قسرا بعد ترحيله من احدى الدول لاكتشاف اصابته بمرض نقص المناعة المكتسبة ، " ليتعرف على فتاة احلامه "غير المصابة " ويتوجا قصة حبهما بالزواج . ارادت " الزوجة " بقرارها العيش مع من اختارها لتكون شريكة المه ومعاناته " كيف لي ان استغني عنه بعد ان احبني واختارني وحدي بين كل الفتيات " تقول الزوجة التي اقبلت على المرض بارادتها وهي التي ذهبت- قبل الزواج - مع رفيق دربها الى مركز الارشاد التابع للبرنامج الوطني لمكافحة الايدز في وزارة الصحة ،لتقدم اليها النصائح والمعلومات الكاملة عن النتائح التي سيؤول اليها مثل هذا الزواج . لكن اصرارها على الارتباط برجل مصاب بالايدز غلب على كل النصائح لتسير بارادتها الى عالم جديد من المعاناة المشتركة ، بعد ان شاءت الاقدار ان تصاب بالمرض رغم التزام الزوجين بالتعليمات الطبية الاحترازية التي وفرها لهما برنامج الارشاد ، واستخدامهما الوسائل التي تمنع انتقال المرض من الزوج المصاب للزوجة السليمة . " رغم عدم اكتراث زوجتي باصابتها الا انني اشعر بالذنب انني تسببت باصابة انسانة بادلتني كل مشاعر الحب ووقفت الى جانبي في محنتي " يقول الزوج الذي يعيش مع زوجته الان "حياة طبيعية امام كل من يعرفهما " بحسب قوله . ولان المرض يشكل " وصمة عار " لحامله بنظرة مجتمعية ، فالزوجان لا يخشيان على نفسيهما من " الايدز" فهما مصابان , لكنهما يخشيان من افتضاح امر اصابتهما على اسرتيهما ،كي لا تتأثرا بنظرة المجتمع التي لا ترحم ولا تفرق بين المصاب وذويه وبين طريقة الاصابة . ومع نية الزوجين الانجاب ، وتحقيق حلمهما بتكوين اسرة " الا ان عملية الولادة الطبيعية تحمل مخاطر واحتمالية الاصابة بالمرض اقل من الولادة القيصرية " حسب الدكتور الشريدة . وقال الشريدة "لا توجد طريقة امنة للانجاب بين المصابين بمرض الايدز " ، رغم ان الادوية التي تعطى للمصابين بالمرض تقلل من نسبة اصابة الجنين الا انها لا تمنع الاصابة " ،مبينا انه يتم منع الام المصابة من الرضاعة الطبيعية كون الحليب لا يمنع انتقال المرض من الام لرضيعها . لم تستطع جهود العاملين في البرنامج الوطني لمكافحة الايدز في وزارة الصحة الذي تاسس بعد اكتشاف الاصابات الاولى بين الاردنيين عام 1986 منع عقد قران الزوج المصاب بالمرض من فتاة سليمة ، "اذ تقوم جهودنا على الحد من انتشار المرض ومنع انتقاله باستخدام وسائل التوعية وتخفيف اثر المرض بين المصابين واجراء الفحص للفئات المعرضة للاصابة مثل المساجين والمصابين بأمراض جنسية واجراء الفحص الروتيني لجميع المتبرعين بالدم ، الى جانب الحد من انتشار المرض بين الازواج في حالة اصابة احدهما او من الام المصابة الى وليدها " وفقا لمدير البرنامج الدكتور بسام الحجاوي . واكد ان البرنامج يحرص من خلال مراكز الارشاد والمشورة والفحص الطوعي ورصد حالات الاصابة في الشمال والوسط والجنوب على تقديم الرعاية النفسية والاجتماعية للمصابين وذويهم والمجتمع باجراء الفحوص المخبرية لمخالطي الاصابات ، وتوفير العلاجات الطبية للمصابين بالمرض ومراقبة استيراد مشتقات الامصال والدم . سجلت في الاردن 610 اصابات بمرض الايدز منذ اكتشاف المرض لغاية الان منها 194 اصابة بين الاردنيين ، توفي منهم 85 شخصا فيما الحالات الاخرى من غير الاردنيين تم ترحيلها جميعا ، بحسب الحجاوي. وحسب مسودة مقترح مشروع قانون حقوق وواجبات المتعايشين بمرض الايدز ، فان توفير خدمات الصحة الانجابية للاسرة حق للمرأة المتعايشة مع مريض مصاب بفيروس الايدز ، بذات الوقت يدعو الى تقديم الخدمات الصحية الخاصة بالامراض المنقولة جنسيا والامراض المعدية والانتهازية المرتبطة بالايدز . وبين منسق المشروع المقترح من المركز الوطني لحقوق الانسان المحامي طه المغاريز ان مسودة مشروع القانون جاءت ضمن توصيات ورشة تدريبية حول" التعريف بالتشريعات الوطنية المتعلقة بمرض الايدز ومراجعتها " والتي عقدت في شهر ايار الماضي ووضعت من قبل لجنة تضم اعضاء من المركز ,والبرنامج الوطني لمكافحة الايدز ,وممثلين عن القضاة الشرعيين ورجال قانون . واكد المشروع وفقا للنصوص المقترحة "حق المراة المتعايشة مع حامل للمرض الحصول على الدواء المضاد للفيروس ، وفي حال ثبت بموجب تقرير طبي معتمد وجود خطورة على حياتها يجوز انهاء حملها طوعا . واوصت مجموعة العمل في الورشة الخاصة بالتشريعات المتعلقة بالايدز بعدم السماح للام بانهاء حملها طوعا في حال وجود خطورة على حياة الجنين ، لان نسبة احتمالية اصابة الجنين في حال عدم تقديم العلاج للام اثناء حملها تصل في حدها الاعلى الى 30 بالمائة ، وتنخفض في حال تلقت الام العلاج المضاد للفيروس الى ما دون 8 بالمائة ، حيث انه وبناء على شهادات عدد من الاطباء فانه لا يوجد فحص طبي يثبت قطعا ان الجنين مصاب بالفيروس ام لا. وفرضت مسودة المشروع على المتعايشين بالمرض ان يعلموا بأصابتهم ، كما منح المشروع الزوجين في حال اصابة احدهما بامراض وعلل لا شفاء منها او معدية انهاء العلاقة الزوجية . سيتحمل الزوجان تبعيات رغبتهما بالانجاب واحتمالية انتقال المرض الى طفليهما ، لكن معضلة كيفية اجراء عملية الولادة اربكتهما في حال استمر رفض المستشفيات اجراء عملية الولادة للام المصابة بمرض " الايدز" ، اذ ينتاب الزوجين خوف من اخفاء امر اصابة الام بالمرض في حال استمرار رفض المستشفيات اجراء عملية التوليد بطريقة معقمة للام المصابة . -- بترا س ج/ ات. |