فريق عمل لوضع آلية لإضافة معلومات تثقيفية عن الايدز بالمناهج القطرية بالتعاون مع اليونسكو
235 مصابا بالايدز في قطر ونحاول الحفاظ على حقوق المتعايشين من خلال تشريع قطري
لا تزال المنطقة العربية خالية من إستراتيجيات واضحة للتعامل مع الإيدز
لدينا خطة لإنشاء مراكز للفحص الطوعي للإيدز
قطر توفر العلاج للمقيمين منذ وقت طويل عن طريق عيادة خاصة توفر السرية
أجري الحوار محمد صلاح :
شغل الإيدز منذ اكتشافه في عقد الثمانينيات من القرن الماضي حيزا كبيرا من اهتمام الدول والمنظمات الدولية وعلى رأسها منظمة الصحة العالمية التابعة للأمم المتحدة.
وكان من الطبيعي أن تقوم اللجنة الوطنية للوقاية من الإيدز بدور حيوي على الساحة القطرية منذ انطلاقتها الأولى فقد شهدت الساحة القطرية العديد من الفعاليات الرامية إلى تحصين مجتمعنا بالمعرفة من خلال ورش العمل العديدة والمتتالية التي بدأت بورشة للإعلاميين تلاها الأئمة والكوادر الوطنية الأخرى.
ومع تنامي الجهود الدولية في مجال مكافحة الإيدز يبرز الجهد القطري الفاعل في هذا المجال من خلال الاهتمام بوضع إستراتيجية واضحة للتعامل مع الإيدز مع أن هذا المرض لا يمثل شيئا خطيرا بالنسبة إلى دولة قطر حيث لم تكتشف حتى اليوم سوي 235 حالة.
(الشرق) التقت الدكتورة ليلي إشرير خبيرة التخطيط الاجتماعي والصحي عضو اللجنة الوطنية للإيدز المنسق العام للإستراتيجية الوطنية للإيدز في حوار شامل كشفت خلاله عن أبعاد جديدة من الإستراتيجية وتوجهات اللجنة في المرحلة المقبلة ذلك نصه:-
* نريد التحدث حول الإحصاءات العالمية حول الإيدز حاليا ؟
ـــ حاليا تشير آخر الإحصاءات العالمية إلى أن العدد وصل إلى ما بين 35 و42 مليون مصاب حول العالم ولكن أريد الإشارة إلى أن التعامل مع البيانات ليس بالأمر الهين وأيضا هو تقديري ولذلك تشير تقديرات الأمم المتحدة إلى تلك الأرقام والذي يجب التوقف عنده أننا ليس لدينا حتى اليوم رقم دقيق عن حجم الإصابة حول العالم.
* وعندما نحصر هذا الأمر في الإطار العربي فماذا تقول الإحصاءات ؟
ــــ في الإطار العربي فتقول أحدث الإحصاءات أن لدينا بالوطن العربي ما بين 460ألف مصاب - 500 ألف مصاب وهذا كما يشير إليه برنامج مكافحة الإيدز بالدول العربية التابع للأمم المتحدة الإنمائي.
* بورشة العمل التي أقامتها اللجنة الوطنية للإيدز اتضح أننا من أعلى الدول من حيث الإصابة بهذا المرض فما حقيقة الأمر؟
ـــــ هذه هي الحقيقة فقد تناقصت عجلة الإصابة بهذا المرض في الدول الأوروبية والولايات المتحدة الأمريكية وقابل ذلك زيادة في الدول العربية التي تعد الأولى من حيث أعداد الإصابة السنوية وذلك لأنه لا يزال يتم التعامل مع هذه الحالات في الخفاء ولا يزال الوصم للمتعايشين مع المرض موجود وأضف إلى ذلك العديد من الأمور التي تعد من الأسباب الرئيسية وراء تسارع الإصابة بمرض الإيدز في الخفاء وهذا يقابله في الدول المتقدمة مثل الولايات المتحدة الأمريكية إزالة هذه المعوقات للكشف عن حجم المرض مما قلل أعداد المصابين ولذلك لانتهاج العديد من الطرق المبتكرة في مكافحة هذا المرض ولا تزال جهودنا في المنطقة العربية لا تذكر حيث لا توجد إستراتيجيات واضحة في هذا المجال مما كان له السبب في زيادة الأعداد ولكن يجب الإشارة إلى الجهود الفردية التي تقوم بها بعض الدول العربية في هذا المجال وقطر من بين هذه الدول التي تملك إستراتيجية واضحة للتعامل مع مرض الايدز وهذا تجلي في إنشاء اللجنة الوطنية لمكافحة الإيدز.
* في هذا السياق يجب الإشارة إلى الجهود التي تقوم بها دولة قطر من خلال اللجنة الوطنية للإيدز في هذا المجال ومن ثم إلقاء مزيد من الأضواء عليها ؟
ــــ بناء على توجهات الدكتورة غالية بنت محمد آل ثاني وزيرة الصحة رئيس اللجنة بأن تكون هناك إستراتيجية وطنية للوقاية من الإيدز وليس برنامج مكافحة الإيدز فقط بل معظم البرامج الموجودة تعنى بالجوانب الطبية والصحية والاجتماعية لمرضى الإيدز حيث تم التركيز وبشدة دائما على أن الإيدز ليس قضية طبية فقط بل هو قضية تنموية فمن هذا المنطلق أصبحت إستراتيجية الوقاية من الإيدز جزءا من الإستراتيجية التنموية والسياسة السكانية للدولة بما أن الإيدز هو قضية تنموية مرتبطة بعملية التنمية الاقتصادية والعمالة الوافدة إلى دولة قطر وبانفتاح السياحة والحركة من والى قطر.
* نريد أن نلقي الضوء على الخطة الإستراتيجية لدولة قطر خلال الفترة المقبلة ؟
ــــ طبعا لتنفيذ الخطة الإستراتيجية كان لا بد من وضع خطة عمل اللجنة والخطة في 2008 ركزت على عدة قضايا الأولى تتعلق ببناء القدرات الوطنية لإعداد كوادر يقومون على مكافحة الإيدز من خلال التوعية ومن خلال ورش العمل التي قمنا بالتنسيق مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي بتنظيمها اللجنة الوطنية في سبيل ذلك نظمنا خمس ورش عمل الورشة الأولى خصصناها لتدريب الإعلاميين والورشة الثانية خصصت للأئمة والخطباء بدولة قطر وذلك لأهمية دورهم في التوعية وتوجيه الناس حول مخاطر الايدز وأيضا دورهم في إزالة الوصم الاجتماعي الذي يعاني منه المرضى والورشة الثالثة خصصت لبناء كوادر وقيادات وطنية تتحمل مسئولية وعبء التوعية حول الإيدز وهذه الورشة شارك بها العديد من القيادات الوطنية من مختلف المؤسسات بالدولة وهذا البرنامج التدريبي إستكملناه بورشة رابعة وهي الجزء الثاني من ورشة القيادة التحويلية لبناء القدرات الوطنية في مجال الإيدز وفعلا استكملت في شهر إبريل الماضي وكانت الورشة لمن حضروا بالورشة الثالثة وكانت هذه الورش ترمي إلى تعليم المشاركين كيف يصبحون قادة في مجال الإيدز ومكافحته حتى في مؤسساتهم حتى لا تقوم اللجنة فقط بهذا العمل وحدها إلى جانب خلق قيادات وطنية فاعلة بالمؤسسات بالدولة كما أن الورشة الخامسة خصصت لتدريب الأئمة والخطباء وهى الثانية لهم وذلك لتدريب عدد آخر من الأئمة والخطباء لتجشم هذا العبء ومن ضمن الخطة لدينا فريق عمل فرعي يعمل على إدماج ثقافة الإيدز في المناهج الدراسية للمداس والجامعات بدولة قطر ولذا وضعن خطة عمل هدفه هو وضع الآلية التي توضح كيفية تغذية المناهج القطرية بهذا النوع من المعلومات والهدف الأساسي منه توعية طلاب المدارس الثانوية والجامعات وهنا نتعاون مع أحد خبراء منظمة (اليونسكو) ونتعاون مع المجلس الأعلى للتعليم وأيضا مع الجامعات العاملة في دولة قطر وهناك مقترح سيعرض على اللجنة لاعتماده في الاجتماع القادم للجنة وسيكون له دور كبير في مجال التوعية ومجال حماية الشباب، كما لدينا فريق عمل يقوم بإعداد عدد من المسوح والدراسات حول سلوكيات الناس ومعلوماتهم حول الإيدز وهل هذه المعلومات صحيحة من عدمه وهذا المشروع في أوله ودولة قطر تخطط للاحتفال باليوم العالمي للإيدز بطريقة شعبية مختلفة عما قمنا به، سيشارك فيه طلاب مدارس قطر وطلاب الجامعات والإعلام.
* وما هو تقييم الأمم المتحدة لتلك الورش حيث أنهم شركاء بها وقد كان هناك العديد من المحاضرين التابعين لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي يحاضرون بتلك الورش؟
ــــ الأمم المتحدة بالطبع تساندنا في هذه الجهود ولكن نحن من ينفذ تلك البرامج على أرض الواقع وهناك تقييم للعمل ولكن لم يكن هناك تقييم لمدى الاستفادة كما نحن رصدناها باللجنة وصلت إلى حوالي 70%- 80% وهذا مستوى فوق المتوسط فتقييم المشاركين مهم جدا.
* فما هو تقييمكم للنتائج التي خرجت بها تلك الورش وماذا بعد المشاركة ؟
ـــ بالفعل أتت هذه الورش جميعها ثمارها في مجال التوعية وفى مجال بناء القدرات الوطنية ونحن في سبيل قياس مدى الاستفادة سنقيم ورشة عمل للأئمة والخطباء في أكتوبر المقبل والهدف منها اختيار عدد 20 إماما وخطيبا من بين المتدربين للقيام بتدريب بقية الأئمة والخطباء بالدولة ومن ذلك نقوم بتخريج المدربين لتولي مهام تدريب الجدد ومن ثم تخريج أعداد جديدة وذلك لضمان استمرارية هذه العملية وهذا الذي نقوم به حاليا بالتنسيق مع وزارة الأوقاف والشئون الإسلامية لأن مهمة اللجنة هو التوجيه والمساعدة في بناء القدرات لضمان الاستمرار في هذا العمل من جانب وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بحيث يكون من ضمن المهام المنوطة بهم سواء في توعية الناس أو تدريب الخطباء الجدد.
* هل هناك برامج توعوية للجنة في الفترة المقبلة؟
ـــ في مجال البرامج التوعوية لدينا الموقع الإلكتروني الذي يحمل رسالة اللجنة إلى المجتمع وأيضا لاحظنا اهتماما من جانب الصحافة بالكتابة عن الإيدز ونحن نتوجه إلى الصحافة لإيصال أخبار اللجنة وأنشطتها.
* تردد حديث عن عمل آلية للفحص الطوعي وغير الطوعي عن الإيدز إلى أي مدى هذا الحديث صحيح ؟
ــــ هناك خطة عمل جار العمل بها لإنشاء مراكز للفحص الطوعي للإيدز وهذه المراكز ستتوافر بها الخصوصية والسرية ولكن الخطة إلى الآن لم تنته وسعادة الدكتورة غالية رئيسة اللجنة تدعم هذه الخطة.
* هل هناك مساهمة قطرية في الجهود الدولية في مكافحة الإيدز ؟
ــــ نحن حينما نقوم بإطلاق وثيقة أو قانونا ممكن أن يقود المنطقة أو يكون مثالا يحتذى به هذا أعتبره مساهمة في هذا المجال.
دولة قطر سباقة في شتى المجالات ومع أن الإيدز لا يمثل مشكلة خطيرة لنا فإن هناك أملا في أن نكون سباقين في جهود التوعية لكن إلى الآن نشارك في الاجتماعات الدولية وما يتبع لك من نقل الخبرات إلى الدول الأخرى في هذا المجال ونستفيد من خبرات الدول الأخرى لكن المساهمة المالية في الجهود الدولية إلى الآن لا توجد ولكننا نأمل في ذلك.
* كان هناك حديث حول عدم كفاية كميات الأدوية المتوافرة لمرضى الإيدز وبخاصة المرحلة الثالثة من العلاج فهل أدوية هذه المرحلة متوافرة؟
ــ الدواء متوافر بدولة قطر لا سيما وأعداد المصابين ما زالت بسيطة كما أوضحت والدولة والحمد لله توفر الدعم المادي الكافي لذلك ولكن الدواء يشكل مشكلة بالدول الفقيرة أو الدول التي يشكل فيها الإيدز وباء أو كارثة إنسانية ونحن بالتعاون مع برنامج لمكافحة الإيدز فى الدول العربية ومنظمة الصحة العالمية هناك تقرير عن المرونة التي توفرها التجارة العالمية لشراء تلك الأدوية مما يشير فى المستقبل إلى أن هذه الأدوية ستشترى بأرخص مما عليه اليوم .
* هل تم الكشف عن حالات إصابة جديدة بمرض الإيدز في قطر خلال عام 2008 ؟
ــــ فى عام 2007 كان عدد المصابين 228 وفي عام 2008 وصل عدد الحالات إلى 235 حالة هناك زيادة بعدد بسبع حالات عن 2007 ففي المتوسط تظهر 10 حالات جديدة سنويا.
* وكيف تم اكتشاف تلك الحالات ؟
ــ من خلال الفحوصات التي تتم من خلال المستشفيات فهناك نوعان من الحالات التي تم اكتشافها فالوافدون الجدد بطبيعة الحال يتم إخضاعهم للكشف عن فيروس نقص المناعة المكتسب وهناك بعض الحالات التي قامت بالخضوع لفحوصات عن أمراض غير الإيدز واكتشف إصابتها بالإيدز وهناك متبرعون بالدم.
* وهل هذا العدد هو الحقيقي ؟
ـــ الإيدز مسيطر عليه طبيا وهذه الأعداد هي المكتشفة فعلا بالعدد لكن هناك دائما مؤشران الأول تقديري والثاني فعلي فالمؤشر التقديري يدلنا على أنه من الممكن أن يكون هناك مصابون بالمرض ولم يكتشفوا هم أنفسهم الإصابة وهذا وارد.
* وكيف يتم التعامل مع الحالات المكتشفة ؟
ـــ أنا لا أريد التطرق إلى هذا الموضوع ولكن المقيم الذي عاش بالدولة زمنا طويلا توفر له الدولة العناية الطبية ويأخذ حقه من العلاج أما الجدد فيتم ترحيلهم عن طريق القومسيون الطبي، ولكن على مستوى الموجودين على أرض قطر فلهم عيادة خاصة يترددون عليها لتلقي العلاج الطبي والنفسي مع مراعاة الخصوصية والسرية التامة.
* وهل هناك بعض المناطق الجغرافية التى إن سافر إليها المقيم أو المواطن يجب أن يخضع للفحص عن فيروس الإيدز ؟
ـــ لا لم يطبق مثل هذا الإجراء لدينا بدولة قطر.
* وهل يعتبر هذا خطرا ؟
ـــ لا أعتقد أن ذلك منه خطورة ولكن أعتبر فيه عرقلة لحركة الناس إن تم.
* الجميع يعلم كيفية الإصابة بالمرض وعندما يتواجد شخص في مكان يعتبر الإيدز فيه وباء أعتقد أنه يشكل خطرا ؟
ـــ لا يطبق مثل هذا الإجراء وأعتقد إن طبقناه هنا يمكن أن تقوم تلك البلدان بمعاملتنا بالمثل وهذا كما قلت سيعرقل حركة الناس ومن هنا أكرر أن مثل هذه الإجراءات من الصعب سياسيا ودبلوماسيا تطبيقها وأيضا يعد انتهاكا لحقوق الإنسان.
* وهل للجنة الوطنية للوقاية من الإيدز نشاطات دولية على شكل مساهمات علمية أو اقتصادية ؟
ــــ إلى الآن لا يوجد ونأمل في المستقبل.
* هل تم وضع برامج لدمج المتعايشين مع مرض الإيدز بالمجتمع من قبل اللجنة ؟
ــــــ أولا حتى نشجعهم على الدمج وكسر حاجز الصمت لا بد قبله من حفظ حقوقهم لكي نساعدهم عندما يتحدثون بألا يتعرض لهم الآخرون بالإيذاء ولذلك ورغم إجازة الصيف نعمل جاهدين لإخراج القانون للحفاظ على حقوق المتعايشين مع المرض فمسودة القانون ظهرت في زمن قياسي وجار العمل لمناقشتها في ورشة عمل ستخصص لذلك سندعو إليها العديد من المشرعين وأعضاء مجلس الشورى ومتوقع أن تكون في ديسمبر المقبل.
* ما هي العوائق التي ترونها معرقلة لمسيرتكم باللجنة الوطنية للوقاية من الإيدز؟
ــ الأولي أن المصابين بالمرض ما يزالون يخافون التحدث عن إصابتهم وهذا يصعب من مهمتنا في القضاء على الوصم الاجتماعي الذي يلاحق هؤلاء المصابين ومن جانب آخر ما يزال هناك بعض من الناس يحمل الأفكار حول أن الإيدز عقوبة ويجب تجنبهم وأنا أتمنى أن تلك الأشياء تنتهي قريبا، ونحن بدأنا نلمس حيث إننا نرى الفرق عن السابق فعندما كنا نثير قضية الإيدز كانت مزعجة للجميع وتجلى ذلك في عدم قابلية الناس للتحدث حولها أو سماع الرأي العلمي واليوم نرى الناس يساعدوننا ويحاولون تفهم الوضع واليوم أيضا وجدنا اهتماما من وسائل الإعلام بدليل وجودك هنا اليوم وأيضا الأئمة والدعاة متحمسون للعمل معنا في مجال التوعية وهذا شيء جميل جدا لأن تأثيرهم فعال في هذا المجال.
أيضا عندما نطور الموقع الإلكتروني للجنة ونصل إلى قطاع أكبر من الشباب من خلال المناهج الدراسية أتصور أن ذلك سيغير مفاهيم كثيرة عن مريض الإيدز وعن مرض الإيدز.
* هل هناك تواصل بين اللجنة الوطنية للوقاية من الإيدز والمصابين ؟
ـــ هناك تواصل في بعض الحالات أنا كممثلة للجنة أتواصل مع بعض الحالات لأننا نحب أن نشركهم في بعض المؤتمرات التي تضم المصابين ونحن نعد لدراسة حول احتياجاتهم ومعاناتهم للتعرف أكثر على خصائص تلك الاحتياجات وتقريبا مسودة الاستبانة جاهزة.
* من خلال العمل الدولي الذي تقومون به ما هو مستقبل الإيدز في رأيك ؟
ــــ من خلال العمل الذي تقوم به اللجنة وليس أنا فأنا واحدة من عدة أفراد عددهم 16 شخصا ونحن نشارك بالعمل الدولي دائما على مستوى الاجتماعات رفيعة المستوى من خلال مشاركة دولة قطر أو اللجنة الوطنية وذلك في الوقت الذي ترفض فيه العديد من الدول أن تشارك في تلك الاجتماعات، وأيضا عندما نهتم بالقضية داخليا ونكون نموذجا يحتذي به فمثلا تجربة دولة قطر تثري وتغني التجربة العالمية وهي لا تنفصل عن الجهود الدولية ونحن نتعامل أيضا من خلال برنامج الأمم المتحدة الإنمائي لمساعدتنا في وضع إستراتيجيتنا الخاصة في دولة قطر للتعامل مع الإيدز وهو نوع من التعاون الدولي.
* هل هناك خطة توعوية شاملة لكم للتعامل مع قضية الإيدز من خلال الجامعات أو المدارس أو وسائل الإعلام ؟
ـــ عندما ننتهي من الإستراتيجية ستكون عندنا خطة توعوية إعلامية ولكن إلى الآن نحن نعمل في خطين متوازيين نعمل على الإستراتيجية والمجال التوعوي بحيث لا ننتظر إلى اكتمال الإستراتيجية فنحن نحاول العمل بتوازن إلى أن ننتهي من الإستراتيجية.
* وما هو دور الإعلام في عمل اللجنة في المرحلة المقبلة كما ترونه؟
ــــ الإعلام دوره في كل المراحل مهم جدا لذلك بدأنا في ورشنا في بناء القدرات الإعلامية والمفروض أن يقوم الإعلاميون بتغطية كل ما يتعلق بالإيدز بشكل واضح ولكن نشكو من عدم تواصل بعض الإعلاميين معنا ولكن لدينا إعلاميين فاعلين والتغطية الإعلامية حتى اليوم لفعالياتنا تغطية فعالة وجيدة سواء على المستوى الصحفي أو الإذاعة أو التلفزيون ونطالب في الفترة المقبلة بتكثيف التفاعل الإعلامي معنا.
* وهل هناك إطار للعلاقة بين اللجنة والإعلام في الفترة المقبلة من خلال برنامج عمل؟
ـــ هناك نية لدى سعادة الدكتورة غالية بنت محمد وزيرة الصحة رئيسة اللجنة للاجتماع من رؤساء الأجهزة الإعلامية سواء بالصحف أو الإذاعة والتلفزيون وهناك احتمال لاستضافة مؤتمر دولي عن الإعلام قد ترعاه شبكة الجزيرة الفضائية وهذه فكرة داخلية لدينا لم تتم بلورتها إلى اليوم.
235 مصابا بالايدز في قطر ونحاول الحفاظ على حقوق المتعايشين من خلال تشريع قطري
لا تزال المنطقة العربية خالية من إستراتيجيات واضحة للتعامل مع الإيدز
لدينا خطة لإنشاء مراكز للفحص الطوعي للإيدز
قطر توفر العلاج للمقيمين منذ وقت طويل عن طريق عيادة خاصة توفر السرية
أجري الحوار محمد صلاح :
شغل الإيدز منذ اكتشافه في عقد الثمانينيات من القرن الماضي حيزا كبيرا من اهتمام الدول والمنظمات الدولية وعلى رأسها منظمة الصحة العالمية التابعة للأمم المتحدة.
وكان من الطبيعي أن تقوم اللجنة الوطنية للوقاية من الإيدز بدور حيوي على الساحة القطرية منذ انطلاقتها الأولى فقد شهدت الساحة القطرية العديد من الفعاليات الرامية إلى تحصين مجتمعنا بالمعرفة من خلال ورش العمل العديدة والمتتالية التي بدأت بورشة للإعلاميين تلاها الأئمة والكوادر الوطنية الأخرى.
ومع تنامي الجهود الدولية في مجال مكافحة الإيدز يبرز الجهد القطري الفاعل في هذا المجال من خلال الاهتمام بوضع إستراتيجية واضحة للتعامل مع الإيدز مع أن هذا المرض لا يمثل شيئا خطيرا بالنسبة إلى دولة قطر حيث لم تكتشف حتى اليوم سوي 235 حالة.
(الشرق) التقت الدكتورة ليلي إشرير خبيرة التخطيط الاجتماعي والصحي عضو اللجنة الوطنية للإيدز المنسق العام للإستراتيجية الوطنية للإيدز في حوار شامل كشفت خلاله عن أبعاد جديدة من الإستراتيجية وتوجهات اللجنة في المرحلة المقبلة ذلك نصه:-
* نريد التحدث حول الإحصاءات العالمية حول الإيدز حاليا ؟
ـــ حاليا تشير آخر الإحصاءات العالمية إلى أن العدد وصل إلى ما بين 35 و42 مليون مصاب حول العالم ولكن أريد الإشارة إلى أن التعامل مع البيانات ليس بالأمر الهين وأيضا هو تقديري ولذلك تشير تقديرات الأمم المتحدة إلى تلك الأرقام والذي يجب التوقف عنده أننا ليس لدينا حتى اليوم رقم دقيق عن حجم الإصابة حول العالم.
* وعندما نحصر هذا الأمر في الإطار العربي فماذا تقول الإحصاءات ؟
ــــ في الإطار العربي فتقول أحدث الإحصاءات أن لدينا بالوطن العربي ما بين 460ألف مصاب - 500 ألف مصاب وهذا كما يشير إليه برنامج مكافحة الإيدز بالدول العربية التابع للأمم المتحدة الإنمائي.
* بورشة العمل التي أقامتها اللجنة الوطنية للإيدز اتضح أننا من أعلى الدول من حيث الإصابة بهذا المرض فما حقيقة الأمر؟
ـــــ هذه هي الحقيقة فقد تناقصت عجلة الإصابة بهذا المرض في الدول الأوروبية والولايات المتحدة الأمريكية وقابل ذلك زيادة في الدول العربية التي تعد الأولى من حيث أعداد الإصابة السنوية وذلك لأنه لا يزال يتم التعامل مع هذه الحالات في الخفاء ولا يزال الوصم للمتعايشين مع المرض موجود وأضف إلى ذلك العديد من الأمور التي تعد من الأسباب الرئيسية وراء تسارع الإصابة بمرض الإيدز في الخفاء وهذا يقابله في الدول المتقدمة مثل الولايات المتحدة الأمريكية إزالة هذه المعوقات للكشف عن حجم المرض مما قلل أعداد المصابين ولذلك لانتهاج العديد من الطرق المبتكرة في مكافحة هذا المرض ولا تزال جهودنا في المنطقة العربية لا تذكر حيث لا توجد إستراتيجيات واضحة في هذا المجال مما كان له السبب في زيادة الأعداد ولكن يجب الإشارة إلى الجهود الفردية التي تقوم بها بعض الدول العربية في هذا المجال وقطر من بين هذه الدول التي تملك إستراتيجية واضحة للتعامل مع مرض الايدز وهذا تجلي في إنشاء اللجنة الوطنية لمكافحة الإيدز.
* في هذا السياق يجب الإشارة إلى الجهود التي تقوم بها دولة قطر من خلال اللجنة الوطنية للإيدز في هذا المجال ومن ثم إلقاء مزيد من الأضواء عليها ؟
ــــ بناء على توجهات الدكتورة غالية بنت محمد آل ثاني وزيرة الصحة رئيس اللجنة بأن تكون هناك إستراتيجية وطنية للوقاية من الإيدز وليس برنامج مكافحة الإيدز فقط بل معظم البرامج الموجودة تعنى بالجوانب الطبية والصحية والاجتماعية لمرضى الإيدز حيث تم التركيز وبشدة دائما على أن الإيدز ليس قضية طبية فقط بل هو قضية تنموية فمن هذا المنطلق أصبحت إستراتيجية الوقاية من الإيدز جزءا من الإستراتيجية التنموية والسياسة السكانية للدولة بما أن الإيدز هو قضية تنموية مرتبطة بعملية التنمية الاقتصادية والعمالة الوافدة إلى دولة قطر وبانفتاح السياحة والحركة من والى قطر.
* نريد أن نلقي الضوء على الخطة الإستراتيجية لدولة قطر خلال الفترة المقبلة ؟
ــــ طبعا لتنفيذ الخطة الإستراتيجية كان لا بد من وضع خطة عمل اللجنة والخطة في 2008 ركزت على عدة قضايا الأولى تتعلق ببناء القدرات الوطنية لإعداد كوادر يقومون على مكافحة الإيدز من خلال التوعية ومن خلال ورش العمل التي قمنا بالتنسيق مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي بتنظيمها اللجنة الوطنية في سبيل ذلك نظمنا خمس ورش عمل الورشة الأولى خصصناها لتدريب الإعلاميين والورشة الثانية خصصت للأئمة والخطباء بدولة قطر وذلك لأهمية دورهم في التوعية وتوجيه الناس حول مخاطر الايدز وأيضا دورهم في إزالة الوصم الاجتماعي الذي يعاني منه المرضى والورشة الثالثة خصصت لبناء كوادر وقيادات وطنية تتحمل مسئولية وعبء التوعية حول الإيدز وهذه الورشة شارك بها العديد من القيادات الوطنية من مختلف المؤسسات بالدولة وهذا البرنامج التدريبي إستكملناه بورشة رابعة وهي الجزء الثاني من ورشة القيادة التحويلية لبناء القدرات الوطنية في مجال الإيدز وفعلا استكملت في شهر إبريل الماضي وكانت الورشة لمن حضروا بالورشة الثالثة وكانت هذه الورش ترمي إلى تعليم المشاركين كيف يصبحون قادة في مجال الإيدز ومكافحته حتى في مؤسساتهم حتى لا تقوم اللجنة فقط بهذا العمل وحدها إلى جانب خلق قيادات وطنية فاعلة بالمؤسسات بالدولة كما أن الورشة الخامسة خصصت لتدريب الأئمة والخطباء وهى الثانية لهم وذلك لتدريب عدد آخر من الأئمة والخطباء لتجشم هذا العبء ومن ضمن الخطة لدينا فريق عمل فرعي يعمل على إدماج ثقافة الإيدز في المناهج الدراسية للمداس والجامعات بدولة قطر ولذا وضعن خطة عمل هدفه هو وضع الآلية التي توضح كيفية تغذية المناهج القطرية بهذا النوع من المعلومات والهدف الأساسي منه توعية طلاب المدارس الثانوية والجامعات وهنا نتعاون مع أحد خبراء منظمة (اليونسكو) ونتعاون مع المجلس الأعلى للتعليم وأيضا مع الجامعات العاملة في دولة قطر وهناك مقترح سيعرض على اللجنة لاعتماده في الاجتماع القادم للجنة وسيكون له دور كبير في مجال التوعية ومجال حماية الشباب، كما لدينا فريق عمل يقوم بإعداد عدد من المسوح والدراسات حول سلوكيات الناس ومعلوماتهم حول الإيدز وهل هذه المعلومات صحيحة من عدمه وهذا المشروع في أوله ودولة قطر تخطط للاحتفال باليوم العالمي للإيدز بطريقة شعبية مختلفة عما قمنا به، سيشارك فيه طلاب مدارس قطر وطلاب الجامعات والإعلام.
* وما هو تقييم الأمم المتحدة لتلك الورش حيث أنهم شركاء بها وقد كان هناك العديد من المحاضرين التابعين لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي يحاضرون بتلك الورش؟
ــــ الأمم المتحدة بالطبع تساندنا في هذه الجهود ولكن نحن من ينفذ تلك البرامج على أرض الواقع وهناك تقييم للعمل ولكن لم يكن هناك تقييم لمدى الاستفادة كما نحن رصدناها باللجنة وصلت إلى حوالي 70%- 80% وهذا مستوى فوق المتوسط فتقييم المشاركين مهم جدا.
* فما هو تقييمكم للنتائج التي خرجت بها تلك الورش وماذا بعد المشاركة ؟
ـــ بالفعل أتت هذه الورش جميعها ثمارها في مجال التوعية وفى مجال بناء القدرات الوطنية ونحن في سبيل قياس مدى الاستفادة سنقيم ورشة عمل للأئمة والخطباء في أكتوبر المقبل والهدف منها اختيار عدد 20 إماما وخطيبا من بين المتدربين للقيام بتدريب بقية الأئمة والخطباء بالدولة ومن ذلك نقوم بتخريج المدربين لتولي مهام تدريب الجدد ومن ثم تخريج أعداد جديدة وذلك لضمان استمرارية هذه العملية وهذا الذي نقوم به حاليا بالتنسيق مع وزارة الأوقاف والشئون الإسلامية لأن مهمة اللجنة هو التوجيه والمساعدة في بناء القدرات لضمان الاستمرار في هذا العمل من جانب وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بحيث يكون من ضمن المهام المنوطة بهم سواء في توعية الناس أو تدريب الخطباء الجدد.
* هل هناك برامج توعوية للجنة في الفترة المقبلة؟
ـــ في مجال البرامج التوعوية لدينا الموقع الإلكتروني الذي يحمل رسالة اللجنة إلى المجتمع وأيضا لاحظنا اهتماما من جانب الصحافة بالكتابة عن الإيدز ونحن نتوجه إلى الصحافة لإيصال أخبار اللجنة وأنشطتها.
* تردد حديث عن عمل آلية للفحص الطوعي وغير الطوعي عن الإيدز إلى أي مدى هذا الحديث صحيح ؟
ــــ هناك خطة عمل جار العمل بها لإنشاء مراكز للفحص الطوعي للإيدز وهذه المراكز ستتوافر بها الخصوصية والسرية ولكن الخطة إلى الآن لم تنته وسعادة الدكتورة غالية رئيسة اللجنة تدعم هذه الخطة.
* هل هناك مساهمة قطرية في الجهود الدولية في مكافحة الإيدز ؟
ــــ نحن حينما نقوم بإطلاق وثيقة أو قانونا ممكن أن يقود المنطقة أو يكون مثالا يحتذى به هذا أعتبره مساهمة في هذا المجال.
دولة قطر سباقة في شتى المجالات ومع أن الإيدز لا يمثل مشكلة خطيرة لنا فإن هناك أملا في أن نكون سباقين في جهود التوعية لكن إلى الآن نشارك في الاجتماعات الدولية وما يتبع لك من نقل الخبرات إلى الدول الأخرى في هذا المجال ونستفيد من خبرات الدول الأخرى لكن المساهمة المالية في الجهود الدولية إلى الآن لا توجد ولكننا نأمل في ذلك.
* كان هناك حديث حول عدم كفاية كميات الأدوية المتوافرة لمرضى الإيدز وبخاصة المرحلة الثالثة من العلاج فهل أدوية هذه المرحلة متوافرة؟
ــ الدواء متوافر بدولة قطر لا سيما وأعداد المصابين ما زالت بسيطة كما أوضحت والدولة والحمد لله توفر الدعم المادي الكافي لذلك ولكن الدواء يشكل مشكلة بالدول الفقيرة أو الدول التي يشكل فيها الإيدز وباء أو كارثة إنسانية ونحن بالتعاون مع برنامج لمكافحة الإيدز فى الدول العربية ومنظمة الصحة العالمية هناك تقرير عن المرونة التي توفرها التجارة العالمية لشراء تلك الأدوية مما يشير فى المستقبل إلى أن هذه الأدوية ستشترى بأرخص مما عليه اليوم .
* هل تم الكشف عن حالات إصابة جديدة بمرض الإيدز في قطر خلال عام 2008 ؟
ــــ فى عام 2007 كان عدد المصابين 228 وفي عام 2008 وصل عدد الحالات إلى 235 حالة هناك زيادة بعدد بسبع حالات عن 2007 ففي المتوسط تظهر 10 حالات جديدة سنويا.
* وكيف تم اكتشاف تلك الحالات ؟
ــ من خلال الفحوصات التي تتم من خلال المستشفيات فهناك نوعان من الحالات التي تم اكتشافها فالوافدون الجدد بطبيعة الحال يتم إخضاعهم للكشف عن فيروس نقص المناعة المكتسب وهناك بعض الحالات التي قامت بالخضوع لفحوصات عن أمراض غير الإيدز واكتشف إصابتها بالإيدز وهناك متبرعون بالدم.
* وهل هذا العدد هو الحقيقي ؟
ـــ الإيدز مسيطر عليه طبيا وهذه الأعداد هي المكتشفة فعلا بالعدد لكن هناك دائما مؤشران الأول تقديري والثاني فعلي فالمؤشر التقديري يدلنا على أنه من الممكن أن يكون هناك مصابون بالمرض ولم يكتشفوا هم أنفسهم الإصابة وهذا وارد.
* وكيف يتم التعامل مع الحالات المكتشفة ؟
ـــ أنا لا أريد التطرق إلى هذا الموضوع ولكن المقيم الذي عاش بالدولة زمنا طويلا توفر له الدولة العناية الطبية ويأخذ حقه من العلاج أما الجدد فيتم ترحيلهم عن طريق القومسيون الطبي، ولكن على مستوى الموجودين على أرض قطر فلهم عيادة خاصة يترددون عليها لتلقي العلاج الطبي والنفسي مع مراعاة الخصوصية والسرية التامة.
* وهل هناك بعض المناطق الجغرافية التى إن سافر إليها المقيم أو المواطن يجب أن يخضع للفحص عن فيروس الإيدز ؟
ـــ لا لم يطبق مثل هذا الإجراء لدينا بدولة قطر.
* وهل يعتبر هذا خطرا ؟
ـــ لا أعتقد أن ذلك منه خطورة ولكن أعتبر فيه عرقلة لحركة الناس إن تم.
* الجميع يعلم كيفية الإصابة بالمرض وعندما يتواجد شخص في مكان يعتبر الإيدز فيه وباء أعتقد أنه يشكل خطرا ؟
ـــ لا يطبق مثل هذا الإجراء وأعتقد إن طبقناه هنا يمكن أن تقوم تلك البلدان بمعاملتنا بالمثل وهذا كما قلت سيعرقل حركة الناس ومن هنا أكرر أن مثل هذه الإجراءات من الصعب سياسيا ودبلوماسيا تطبيقها وأيضا يعد انتهاكا لحقوق الإنسان.
* وهل للجنة الوطنية للوقاية من الإيدز نشاطات دولية على شكل مساهمات علمية أو اقتصادية ؟
ــــ إلى الآن لا يوجد ونأمل في المستقبل.
* هل تم وضع برامج لدمج المتعايشين مع مرض الإيدز بالمجتمع من قبل اللجنة ؟
ــــــ أولا حتى نشجعهم على الدمج وكسر حاجز الصمت لا بد قبله من حفظ حقوقهم لكي نساعدهم عندما يتحدثون بألا يتعرض لهم الآخرون بالإيذاء ولذلك ورغم إجازة الصيف نعمل جاهدين لإخراج القانون للحفاظ على حقوق المتعايشين مع المرض فمسودة القانون ظهرت في زمن قياسي وجار العمل لمناقشتها في ورشة عمل ستخصص لذلك سندعو إليها العديد من المشرعين وأعضاء مجلس الشورى ومتوقع أن تكون في ديسمبر المقبل.
* ما هي العوائق التي ترونها معرقلة لمسيرتكم باللجنة الوطنية للوقاية من الإيدز؟
ــ الأولي أن المصابين بالمرض ما يزالون يخافون التحدث عن إصابتهم وهذا يصعب من مهمتنا في القضاء على الوصم الاجتماعي الذي يلاحق هؤلاء المصابين ومن جانب آخر ما يزال هناك بعض من الناس يحمل الأفكار حول أن الإيدز عقوبة ويجب تجنبهم وأنا أتمنى أن تلك الأشياء تنتهي قريبا، ونحن بدأنا نلمس حيث إننا نرى الفرق عن السابق فعندما كنا نثير قضية الإيدز كانت مزعجة للجميع وتجلى ذلك في عدم قابلية الناس للتحدث حولها أو سماع الرأي العلمي واليوم نرى الناس يساعدوننا ويحاولون تفهم الوضع واليوم أيضا وجدنا اهتماما من وسائل الإعلام بدليل وجودك هنا اليوم وأيضا الأئمة والدعاة متحمسون للعمل معنا في مجال التوعية وهذا شيء جميل جدا لأن تأثيرهم فعال في هذا المجال.
أيضا عندما نطور الموقع الإلكتروني للجنة ونصل إلى قطاع أكبر من الشباب من خلال المناهج الدراسية أتصور أن ذلك سيغير مفاهيم كثيرة عن مريض الإيدز وعن مرض الإيدز.
* هل هناك تواصل بين اللجنة الوطنية للوقاية من الإيدز والمصابين ؟
ـــ هناك تواصل في بعض الحالات أنا كممثلة للجنة أتواصل مع بعض الحالات لأننا نحب أن نشركهم في بعض المؤتمرات التي تضم المصابين ونحن نعد لدراسة حول احتياجاتهم ومعاناتهم للتعرف أكثر على خصائص تلك الاحتياجات وتقريبا مسودة الاستبانة جاهزة.
* من خلال العمل الدولي الذي تقومون به ما هو مستقبل الإيدز في رأيك ؟
ــــ من خلال العمل الذي تقوم به اللجنة وليس أنا فأنا واحدة من عدة أفراد عددهم 16 شخصا ونحن نشارك بالعمل الدولي دائما على مستوى الاجتماعات رفيعة المستوى من خلال مشاركة دولة قطر أو اللجنة الوطنية وذلك في الوقت الذي ترفض فيه العديد من الدول أن تشارك في تلك الاجتماعات، وأيضا عندما نهتم بالقضية داخليا ونكون نموذجا يحتذي به فمثلا تجربة دولة قطر تثري وتغني التجربة العالمية وهي لا تنفصل عن الجهود الدولية ونحن نتعامل أيضا من خلال برنامج الأمم المتحدة الإنمائي لمساعدتنا في وضع إستراتيجيتنا الخاصة في دولة قطر للتعامل مع الإيدز وهو نوع من التعاون الدولي.
* هل هناك خطة توعوية شاملة لكم للتعامل مع قضية الإيدز من خلال الجامعات أو المدارس أو وسائل الإعلام ؟
ـــ عندما ننتهي من الإستراتيجية ستكون عندنا خطة توعوية إعلامية ولكن إلى الآن نحن نعمل في خطين متوازيين نعمل على الإستراتيجية والمجال التوعوي بحيث لا ننتظر إلى اكتمال الإستراتيجية فنحن نحاول العمل بتوازن إلى أن ننتهي من الإستراتيجية.
* وما هو دور الإعلام في عمل اللجنة في المرحلة المقبلة كما ترونه؟
ــــ الإعلام دوره في كل المراحل مهم جدا لذلك بدأنا في ورشنا في بناء القدرات الإعلامية والمفروض أن يقوم الإعلاميون بتغطية كل ما يتعلق بالإيدز بشكل واضح ولكن نشكو من عدم تواصل بعض الإعلاميين معنا ولكن لدينا إعلاميين فاعلين والتغطية الإعلامية حتى اليوم لفعالياتنا تغطية فعالة وجيدة سواء على المستوى الصحفي أو الإذاعة أو التلفزيون ونطالب في الفترة المقبلة بتكثيف التفاعل الإعلامي معنا.
* وهل هناك إطار للعلاقة بين اللجنة والإعلام في الفترة المقبلة من خلال برنامج عمل؟
ـــ هناك نية لدى سعادة الدكتورة غالية بنت محمد وزيرة الصحة رئيسة اللجنة للاجتماع من رؤساء الأجهزة الإعلامية سواء بالصحف أو الإذاعة والتلفزيون وهناك احتمال لاستضافة مؤتمر دولي عن الإعلام قد ترعاه شبكة الجزيرة الفضائية وهذه فكرة داخلية لدينا لم تتم بلورتها إلى اليوم.